جولة بالقوارب على ضفاف نهر المسيسيبي

  • 8/20/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

النهر يعتبر بمثابة طريق غريت ريفر روود، الذي يساعد السياح في استكشاف العديد من الجوانب المتناقضة في الولايات المتحدة.العرب  [نُشر في 2017/08/20، العدد: 10728، ص(17)]سحر المدن سانت لويس – يعتبر نهر المسيسيبي أطول أنهار الولايات المتحدة الأميركية. ويتمكن السياح من خلال جولة في هذا النهر من التعرف على أفضل جوانب المدن الأميركية الصغيرة، حيث تظل هذه المشاهد في الذاكرة بعد القيام بجولة نهرية في الروافد الوسطى للنهر، والتي تشمل ولايات أيوا وإلينوي وميسوري الأميركية، كما تشمل المشاهد والذكريات أيضا المستودعات الشاغرة والمتاجر الخاوية والمباني السكنية المنهارة. ويعتبر هذا النهر بمثابة طريق "غريت ريفر روود"، الذي يساعد السياح في استكشاف العديد من الجوانب المتناقضة في الولايات المتحدة. ويمكن لعشاق التجول الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة من خلال الانطلاق على مسارات ودروب التجول المزودة بلافتات وإرشادات بشكل جيد في نطاق “ناشونال سينيك باواي”، حيث تمتد حقول الذرة وفول الصويا بلا نهاية، كما تظهر بعض الغابات الصغيرة من وقت إلى آخر، ولكنها قد لا تنعم بإطلالة مباشرة على النهر في بعض الأحيان. ويتم استغلال الطريق السياحي من قبل السكان المحليين، حيث يمكن التعرف على ذلك بسهولة عندما يتحدثون معا خلال المساء، ويختلف السياح من خارج الولايات المتحدة الأميركية عن السياح القادمين من نيويورك وفلوريدا وكاليفورنيا، وتوفّر هذه المنطقة للسيّاح فرصة الاستمتاع بالانطباعات التي دائما ما يتم البحث عنها في الرحلات، ألا وهي الانطباعات الخاصة بمظاهر الحياة اليومية الحقيقية والأصيلة. وتمرّ الرحلة بين دوبوك في الشمال وكايرو في الجنوب بمحاذاة الحدود الغربية لولاية إلينوي والتي يشكلها نهر المسيسيبي، وقد تحتاج هذه الرحلة على الطرق السريعة بعيدا عن النهر ثماني ساعات، أما عن طريق النهر فإنها تستغرق ما بين ثلاثة إلى أربعة أيام، وإلا لن يكون هناك وقت لزيارة المعالم السياحية الصغيرة على ضفتي النهر، ودائما ما تنطلق المراكب السياحية في نهر المسيسيبي ذهابا وإيابا، وتعتبر منطقة غالينا في ولاية إلينوي من أجمل الأماكن على نهر المسيسيبي، وتبعد مسافة قصيرة فقط عن مدينة دوبوك. وقد شهدت المدينة فترة ازدهارها قبيل نشوب الحرب الأهلية الأميركية، ولا زالت شواهد هذه الحقبة باقية حتى اليوم، والتي يمكن ملاحظتها من خلال المباني المشيدة من الطوب الأحمر والبيوت الخشبية الملونة، وخلال تلك الفترة كان يصل إلى منطقة غالينا ما يقرب من 500 مسافر يوميا في طريق رحلتهم إلى المدن الواقعة في شمال وغرب البلاد، وكان قد تم إنشاؤها حديثا، وتستقبل هذه المدينة حاليا حوالي مليون سائح سنويا. وتقع مدينة هانيبال جنوب حدود ولايتي إيوا وميسوري، وقد شهدت هذه المدينة فترة الطفولة للكاتب الساخر صموئيل لانجورن كليمنس، والذي اشتهر في جميع أنحاء العالم باسم مارك توين، وتزخر هذه المدينة بالعديد من الأماكن التي تحمل اسم مارك توين بدءا من الفندق وصولا إلى المتحف الذي تم إنشاؤه تكريما للكاتب الأميركي صاحب روايات مغامرات هكلبيري فين. وبعد زيارة مدينة هانيبال يعود السياح إلى الضفة الشرقية لنهر المسيسيبي، الذي يسير لعدة أميال عند مدينتي غرافتون وألتون، وعند مواصلة السير باتجاه الجنوب يشاهد السياح برج لويس وكلارك كونفلوينس تاور بارتفاع يصل إلى 55 مترا، ويزخر بثلاث منصات للمراقبة للاستمتاع بإطلالة رائعة على المنطقة المحيطة، حيث يظهر من بعيد مصب نهر ميسوري في نهر المسيسيبي. وبعد القيام برحلة برية طويلة بمحاذاة النهر العظيم ييصل السياح إلى سانت لويس التي تعتبر واحدة من أهم المدن على الطريق نحو الغرب عموما، حيث يقفون أسفل قوس البوابة “غايت واي آرش” الذي يرمز إلى بوابة الغرب التي تم افتتاحها مع حملات ميريويذر لويس وويليام كلارك، حيث كان الانطلاق بتكليف من الرئيس الأميركي جيفرسون خلال الفترة من 1804 إلى 1806 لاستكشاف الغرب المتوحّش انطلاقا من مدينة سانت لويس حتى المحيط الهادي. ومع مواصلة السير باتجاه الجنوب يشاهد السياح فترات الانهيار والازدهار بمدينة سانت لويس، وتظهر كيب جيراردو كمدينة صغيرة تنعم بأجواء مفعمة بالحيوية والنشاط، وتزخر هذه المدينة بماض عريق ومستقبل مجهول، وقامت أغلب المتاجر بتغطية واجهاتها بواسطة الصحف أو المجلات، ولا يبدو هنا أيّ وجود لزهور البتونيا.

مشاركة :