دمشق - أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الدول التي ترغب في اعادة علاقاتها الدبلوماسية والتعاون مع دمشق عليها أن تقطع أي صلة لها مع "الارهابيين". وقال الأسد خلال كلمة ألقاها في افتتاح مؤتمر وزارة الخارجية "لن يكون هناك تعاون أمني ولا فتح سفارات ولا دور لبعض الدول التي تقول إنها تسعى لحل إلا بعد أن تقوم بقطع علاقاتها بشكل صريح ولا لبس فيه مع الإرهاب والإرهابيين". وغالبا ما تطلق دمشق صفة "إرهابيين" على مقاتلي الفصائل المعارضة كما تطلقه على الجهاديين. وقال الأسد "نحن لسنا في حالة عزلة كما يفكرون، لكن هذه الحالة من الغرور تجعلهم يفكرون بهذه الطريقة". وقطعت الولايات المتحدة وعدد كبير من الدول الغربية علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق بعد اندلاع الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري في مارس/اذار 2011 وتحولت إلى نزاع مسلح أسفر عن مقتل 330 ألف شخص. وتأتي تصريحات الأسد بينما ابدت بعض الدول ومنها فرنسا مرونة في التعامل مع النظام السوري وإن لم تعلن صراحة رغبتها في اعادة تطبيع العلاقات مع دمشق أو موقف واضحا من مصير الرئيس السوري. وكان الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون قد أعلن أن ازاحة الأسد من الحكم لم تعد من أولويات فرنسا في موقف مناقض لحكومة سلفة فرنسوا هولاند. ويعتقد محللون أن الموقف الفرنسي نابع من خطوات التقارب مع روسيا الحليف الرئيسي لبشار الأسد. وتحول موقف فرنسا اثر الهجمات التي ضربت فرنسا في 2015، ووضعت محاربة الجماعات الإسلامية الجهادية المنتشرة في العراق وسوريا في مقدمة القائمة، لكن التصريح الرسمي ما يزال يتحدث عن عدم امكانية بقاء الأسد جزء من مستقبل سوريا. وقد لاقى اغلاق السفارة انتقادات شديدة من قبل أنصار سياسة "الواقعية" مع النظام السوري، معتبرين أنها حرمت باريس من مصادر مهمة للمعلومات. وحقق الجيش السوري تقدما ميدانيا على عدة جبهات في البلاد بدعم من حلفائه الروس والايرانيين وتمكن من استعادة أراض كانت الفصائل المقاتلة والجهادية قد سيطرت عليها. وقلب التدخل العسكري الروسي في سوريا في سبتمبر/ايلول معادلة الصراع حيث رجح كفة النظام السوري. وقال الأسد "عندما اتحدث عن افشال المشروع الغربي هذا لا يعني أننا انتصرنا. هم فشلوا ولكن المعركة مستمرة". وتابع "علينا أن نتوجه سياسيا واقتصاديا وثقافيا شرقا" مشيرا إلى أن "الاقتصاد السوري دخل مرحلة التعافي ولو ببطيء". كما هاجم الأسد نظيره التركي رجب طيب رجب أردوغان، أحد أبرز داعمي المعارضة الاقليميين والحليف السابق لدمشق قبل اندلاع النزاع. وقال "الطرف التركي هو موجود على الورق وبالنسبة لنا نحن لا نعتبره ضامنا ولا شريكا في عملية السلام وطبعا لا نثق به هو داعم للإرهابيين" لافتا الى أن أردوغان "متسول سياسي على قارعة الطريق يبحث عن أي دور". ورغم الدعم الذي تقدمه موسكو وطهران للنظام السوري وتركيا للمعارضة ، إلا أن البلدان الثلاثة تسعى للتعاون في ما بينها من أجل ايجاد تسوية. وتعين على الدول الثلاث أن تتعاون في عدة مناسبات بشأن القضية السورية لا سيما خلال المفاوضات في أستانا.
مشاركة :