كذّب مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي معلومات أدلى بها مسؤول كردي حول احتمال تأجيل إقليم كردستان الاستفتاء على الاستقلال، مقابل تنازلات تقدمها الحكومة المركزية في بغداد. وقال مكتب العبادي في بيان: "ننفي المعلومات الكاذبة التي نشرت في تقرير لوكالة رويترز بخصوص الوفد السياسي الكردي إلى بغداد"، مضيفا "نقل مراسل الوكالة حديثا لمسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي في الاتحاد الوطني الكردستاني ملا بختيار في التقرير يحتوي معلومات كاذبة وبعيدة عن الواقع ولم يتم التطرق إليها إطلاقا في مباحثات الوفد الكردي، كما أن بختيار لم يكن أصلا ضمن الوفد الكردي". وشدد البيان على "أهمية تحري الدقة في نقل المعلومات"، مشيرا إلى أن "تقرير الوكالة لم يأخذ بالمطلق رأي الطرف الثاني ولا رأي الوفد واكتفى برأي طرف لم يكن موجودا ضمن الوفد وقدم معلومات غير صحيحة". وكان بختيار قال لوكالة "رويترز" في مدينة السليمانية أن إقليم كردستان العراق يدرس احتمال تأجيل الاستفتاء على الاستقلال المقرر إجراؤه الشهر المقبل، مقابل تنازلات مالية وسياسية تقدمها الحكومة المركزية في بغداد. وكشف ملا بختيار المسؤول في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، أن وفدا كرديا يزور بغداد للاطلاع على مقترحات من قادة عراقيين قد تقنع الأكراد بتأجيل الاستفتاء. وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بقيادة الرئيس السابق جلال طالباني، هو ثاني أكبر الأحزاب الكردية بعد الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة رئيس الإقليم مسعود بارزاني. واعتبر بختيار، أن بغداد مستعدة أن تحقق أي شيء لإقليم كردستان كبديل لتأجيل الاستفتاء، متابعا أن بغداد عليها أن تكون مستعدة لمساعدة الأكراد على تخطي أزمة مالية وتسوية ديون مستحقة على حكومتهم. ويقدر حجم تلك الديون بنحو 10 - 12 مليار دولار، وهو تقريبا الميزانية السنوية لكردستان، علما أن ديونها مستحقة لمقاولين نفذوا أشغالا عامة وموظفين حكوميين ومقاتلين من البيشمركة لم تصرف رواتبهم كاملة منذ شهور، بسبب تصرف حكومة الإقليم بالنفط دون الرجوع إلى بغداد. وكانت بغداد أوقفت دفعات التمويل من الميزانية الاتحادية العراقية لكردستان في عام 2014 بعد أن بدأ الإقليم بتصدير النفط بشكل مستقل عبر خط أنابيب إلى تركيا، علما أن الإقليم كان يحصل على 17 في المئة ميزانية العراق السنوية والتي تعتمد على تصدير النفط من الحقول الجنوبية بشكل أساسي.إقرأ المزيدبارزاني: شعب كردستان قرر الاستفتاء بعد أن أنهكته التجارب الفاشلة أما سياسيا فيرى بختيار أن على بغداد الالتزام بالموافقة على تسوية مسألة المناطق المتنازع عليها مثل محافظة كركوك الشمالية الغنية بالنفط التي يقطنها عرب وتركمان أيضا. وأشار إلى أن الوفد الكردي سينقل المقترحات التي سيتلقاها إلى الأحزاب السياسية الكردية، وعلى رأسها حزبي بارزاني وطالباني، لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت كافية لتبرر تأجيل التصويت. وشدد على احتفاظ الأكراد بالحق في إجراء التصويت في موعد لاحق حال التأجيل. وأعربت قوى دولية على رأسها واشنطن عن مخاوفها من أن يشعل الاستفتاء صراعا جديدا مع بغداد وربما دول مجاورة، في مقدمتها تركيا، ويصرف الانتباه عن الحرب الدائرة ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا. المصدر: وكالات علي جعفر
مشاركة :