لاتزال مشكلة الاختناقات المرورية ليلا ونهارا في مدن المملكة وخاصة في مناسبات الأعياد والاحتفالات وبدء العام الدراسي تشكل هاجسا كبيرا لدى قائدي المركبات لما لها من آثار اجتماعية واقتصادية ونفسية، ولكن تصل هذه الإشكالية إلى أقصى حالاتها في ليالي شهر رمضان المبارك. وبالرغم من الجهود الكبيرة التي يقوم بها رجال المرور في الميدان بتنظيم حركة السير وفك الاختناقات المرورية، يحتم الأمر علينا عدم رمي اللوم وتحميل المسؤولية كاملة على جهاز المرور. علينا أن نعترف أن شوارعنا وطرقاتنا باتت لا تستوعب الأعداد الهائلة من المركبات في ظل النمو السكاني الذي تشهده مناطق مملكتنا، بالرغم من المشاريع التي تنفذ من قبل الجهات المعنية والتي إن حققت رضا الجهات القائمة عليها لكنها لم تحقق رضا المواطنين. المشكلة قائمة وتتفاقم عاما بعد عام، وتزداد تعقيدا، لذا يجب على وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة في أمانات المناطق الإسراع في وضع حلول تراعي تطلعات المستقبل بعيدا عن البحث عن الحلول المسكنة التي سرعان ما تتبدد مع الوقت. يجب على أمانات المناطق وبالتنسيق مع جهاز المرور دراسة مواقع الاختناقات المرورية واقتراح الحلول من خلال حفر الأنفاق والكبارى والاستفادة من الدول الأخرى في طريقة تنفيذها لمشاريع الطرق والأنفاق والجسور، وإنهاء عملها بأسرع وقت ممكن دون تأخير يتسبب بمضاعفة المشكلة، لكي ينعم المواطن والمقيم بالراحة التامة في ارتيادهم لمختلف الشوارع.
مشاركة :