دبي: «الخليج» قطاع الأغذية والمشروبات في دول مجلس التعاون الخليجي آخذ في التطور، بفضل تغير أذواق المستهلكين، وزيادة مشاركة المرأة في القوى العاملة، وتشجيع الحكومات لمواطنيها على اتِّباع نظم غذائية أكثر صحة، وفقًا لتحليلات ستراتيجي& (بوز أند كومباني سابقاً، جزء من شبكة PwC). وبالنسبة لشركات الأغذية والمشروبات، فإن فهم هذه الاتجاهات وكيفية تأثيرها على مشتريات المستهلكين يُمكن أن يساعد على فتح آفاق نمو هذا القطاع. ويتراجع الإنفاق الإجمالي للفرد في قطاع الأغذية في دول مجلس التعاون الخليجي، ولكن المستهلكين يختارون منتجات مختلفة. وأفاد جابرييل شاهين، شريك في «ستراتيجي&»، ورئيس قطاع السلع الاستهلاكية والتجزئة في الشرق الأوسط، «تتحول مشتريات المستهلكين في المنطقة بعيدًا عن السلع الأساسية نحو المزيد من المنتجات ذات القيمة المضافة. وتحدث هذه التحولات جزئيًا لأن المستهلكين أصبحوا أكثر وعيًا بالصحة وهم على استعداد لإنفاق المزيد من الأموال للحصول على منتجات طازجة عالية الجودة، وبالتالي يتطور مشهد التجزئة على أساس هذا الاتجاه الجديد. ومع تقدم الاقتصادات، يتزايد انتشار منافذ البيع بالتجزئة الحديثة، مثل محال السوبر ماركت والمتاجر التقليدية، والتي يمكن أن توفر مجموعة واسعة من المنتجات المبردة بحيث يُتاح للعملاء بدائل غذائية صحية للاختيار من بينها». علاوةً على ذلك، فإن حكومات المنطقة تُشجع مواطنيها على اتِّباع نظم غذائية صحية. فعلى سبيل المثال، تُنظم وزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية بالفعل حملات توعية لمكافحة أمراض السمنة والسكري. ومع فرض ضرائب باهظة على المشروبات الغازية السكرية ومشروبات الطاقة، قد تقوم دول أخرى في مجلس التعاون الخليجي أيضًا بإطلاق تدابير مماثلة للحدِّ من تفشي أمراض السمنة والسكري في المنطقة. وكذلك، مع دخول المرأة إلى القوى العاملة، ستحتاج الأسر إلى أغذية جاهزة ووجبات معبأة مسبقًا بشكل أكبر مما مضى. ومع استمرار هذه التحولات، ستُخلق فرص جديدة لشركات الأغذية في المنطقة. ولتعزيز فهم هذه الفرص، قامت ستراتيجي& بتحليل عمليات طرح المنتجات في عدة دول ذات صلة على مدى السنوات العشر الماضية. وقد ركز التحليل تحديدًا على فئات المنتجات التي أظهرت نموًا وابتكارًا قويًا، مع انخفاض انتشار المنتجات التي تحمل العلامة التجارية للموزع. وقد كشف التحليل عن أربع فئات واعدة في دول مجلس التعاون الخليجي على مدى السنوات العشر إلى الخمس عشرة القادمة وهي الوجبات الخفيفة، والوجبات القابلة للدهن، والوجبات الجاهزة، والمشروبات الجاهزة للشرب، بالإضافة إلى موضوع جذاب تشترك فيه مختلف الفئات وهو نظام غذائي أكثر صحة. وقال كارل نادر، شريك في ستراتيجي&، «يقف قطاع الأغذية والمشروبات في دول مجلس التعاون الخليجي عند منعطف طرق. ومن خلال النظر إلى الأسواق التي حققت خطوات في تطورها الاقتصادي وتدرس إطلاق المنتجات الناجحة في تلك الأسواق، من الممكن تحديد فرص النمو الواعدة للمنطقة على مدى السنوات الخمس إلى الخمس عشرة المقبلة. ويلزم الراغبين في استهداف هذه الفئات فهم تفضيلات المستهلكين في المنطقة، وسرعة بناء قدرات الابتكار اللازمة، وربما الشراكة مع شركات راسخة في أسواق أخرى للاستفادة من خبراتها».
مشاركة :