يلجأ البعض لاستخدام العنف كوسيلة لتحقيق أهدافهم، ونرى ذلك واضحاً في بعض تصرفاتهم وخصوصاً أثناء قيادة المركبات إذ إن البعض يعمد إلى وضع بعض الأدوات كالعصي من أجل استخدامها في حال حدوث أي خلاف بينه وبين سائق آخر، ويعمد أمثال هؤلاء إلى استخدام هذا الأسلوب إما لأنهم أمنوا العقاب فأساءوا الأدب، أو لرغبتهم في استعراض قوتهم من أجل تحقيق غاياتهم المختلفة، أو لأنهم فقدوا الثقة في استرداد حقهم عندما ينزع منهم ولا يجدون من يقوم بإنصافهم فيضطرون إلى أسلوب خاطئ وهو السعي لأخذ حقهم بأيديهم. كثيرة تلك القضايا التي تبدأ صغيرة جداً ثم تساهم مثل تلك التصرفات العنترية والممارسات العنجهية والعنف في جعلها قضايا كبرى تصل إلى جرائم قتل في حين كان يمكن أن يتم حلها في مهدها لو حكم أصحابها العقل والمنطق ولجأوا إلى النظام والقانون كمرجع رئيسي للبحث عن حلول لمشاكلهم وبعدوا عن أسلوب العنف اللفظي أو العملي والذي يقوم به البعض إما للتقليد أو بتحفيز وتشجيع من أقران السوء أو بسبب تربية شاذة نشأوا عليها منذ طفولتهم تحت شعارات وأمثلة تشجع على العنف لإثبات الذات. وزارة الصحة نهجت في هذا الصدد نهجاً نوعياً مميزاً للحد من مثل هذه التصرفات الغوغائية ضد منسوبيها وأعلنت بأن الاعتداء على منسوبيها لفظياً أو جسدياً هو جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن لمدة تصل إلى 10 سنوات وبغرامة تصل إلى مليون ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين كما أوضحت في نفس الإعلان للمراجع الذي يرى بأنه لم يأخذ حقه من العناية أو الرعاية الطبية بالتوجه إلى حقوق وعلاقات المرضى أو الاتصال على الرقم 937. سعت الوزارة إلى التعريف بهذه العقوبات بعد أن لاحظت تكرر حوادث الاعتداء اللفظي أو الجسدي على بعض منسوبيها في الآونة الأخيرة ، وعمدت إلى هذا الأسلوب للحد من التجاوز الذي يحدث من قبل بعض المراجعين اتجاه بعض منسوبي الصحة سواء لقضاء أمر غير مشروع أو ليحمله على تجنب أداء عمل من الأعمال المكلف بها وفق النظام، وأحياناً يرى بعض المراجعين -من وجهة نظره - بأنه لم يجد العناية الطبية اللازمة له أو لذويه إن كان مرافقاً لهم مما يساهم في وقوع مثل هذه الحوادث خصوصاً وأن طبيعة عمل بعض منسوبي الوزارة مثل الأطباء أو الممرضين تتطلب المواجهة المباشرة مع المراجعين. الدولة وضعت الأنظمة والقوانين اللازمة لحماية حقوق جميع الأطراف في المجتمع سواء كانوا مراجعين أو موظفين في مختلف الجهات، ومن يعمد إلى أخذ حقه بيده مهما كانت الأسباب فهو بذلك ينكر وجود مثل هذه الأنظمة والقوانين أو يتجاهلها فسيتم محاسبته والأخذ على يده لأننا لا نعيش في غابة بل في وطن تحكمه قيادة الحزم والعزم.
مشاركة :