الأسد: تم إفشال المشروع الغربي... لكن الحرب لم تنته

  • 8/21/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال الرئيس السوري بشار الأسد إن سورية «أفشلت المشروع الغربي»، لكنه أكد أن الحرب لم تنته بعد وإن كانت بوادر الانتصار موجودة، مقدماً الشكر لحلفاء سورية الأساسيين في الصراع وهم روسيا وإيران و «حزب الله» اللبناني. وأكد الأسد أن بلاده ترحب بـ «اتفاقات إقليمية» لوقف القتال في سورية، لكنه ربط بين التعاون الأمني وإعادة فتح السفارات الأجنبية في دمشق وبين قطع الصلات مع «الإرهابيين». وشن الأسد هجوماً حاداً على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قائلاً إنه «متسول سياسي على قارعة الطريق يبحث عن أي دور». وعدد ثلاثة أخطاء ارتكبتها المعارضة السورية. وأوضح الأسد، في كلمة ألقاها في افتتاح مؤتمر وزارة الخارجية وبثها التلفزيون الرسمي السوري أمس، أنه على رغم أن هناك مؤشرات الى الانتصار بعد ستة أعوام ونصف العام من الحرب الأهلية، فإن الحرب لم تنته بعد. وتابع موضحاً: «عندما أتحدث عن إفشال المشروع الغربي هذا لا يعني أننا انتصرنا، هم فشلوا ولكن المعركة مستمرة. وبوادر الانتصار موجودة». وأوضح الرئيس السوري أن «المرحلة الأخطر كانت في السنة الأولى من الحرب بسبب تغلغل البعد الطائفي في النفوس». وتابع: «الغرب كالأفعى يغير جلده حسب الموقف وهو دائماً نتيجة غروره ينتقل من ورطة لورطة أخرى... إنه (الغرب) يعيش اليوم صراعاً وجودياً كلما شعر أن هناك دولة تريد أن تشاركه في دوره». وقال الرئيس السوري إن المساعدة التي قدمتها روسيا وإيران و «حزب الله» مكنت القوات النظامية السورية من تحقيق مكاسب في المعارك وخففت من عبء الحرب. وزاد: «وإذ يكتب الشعب العربي السوري وقواته المسلحة تاريخاً جديداً لسورية وللمنطقة بشكل عام، فهناك فصول ستكتب عن أصدقائنا. عن إيران والإمام خامنئي... عن روسيا والرئيس بوتين... عن حزب الله والسيد حسن نصر الله... ستكتب هذه الفصول عن مبدئيتهم... عن أخلاقهم... لتقرأها الأجيال المقبلة». وأضاف: «دعمُ أصدقائنا المباشر سياسياً واقتصادياً وعسكرياً جعل إمكانية التقدم في الميدان أكبر والخسائر أقل وهم شركاؤنا الفعليون». وشدد على دور موسكو، قائلاً: «روسيا استخدمت الفيتو مرات عديدة في مجلس الأمن دفاعاً عن وحدة سورية وكذلك فعلت الصين». وحقق الجيش السوري تقدماً ميدانياً على جبهات عدة في البلاد، بدعم من حلفائه الروس والإيرانيين، وتمكن من استعادة أراض كانت فصائل المعارضة قد سيطرت عليها. وأكد الأسد أن بلاده خسرت خلال سنوات الحرب خيرة شبابها، فضلاً عن تضرر بنيتها التحتية، معتبراً أنها بالمقابل كسبت مجتمعاً صحياً متجانساً. وزاد: «ثمن المقاومة هو أقل بكثير من ثمن الاستسلام، التبديل بالمواقف لا يعني التبديل بالسياسات». وشدد على أن بلاده ترحب بـ «اتفاقات إقليمية» لوقف القتال في سورية «لأنها ستضع حداً لإراقة الدماء وحمل السلاح وتفتح الباب للعفو» عن عناصر المعارضة. وتسعى موسكو لتوسيع نطاق «خفض التوتر» لتشمل مناطق أخرى في سورية». وحالياً طبق نظام خفض التوتر في درعا والسويداء والقنيطرة وحمص والغوطة الشرقية. وتابع الأسد: «الهدف من مناطق تخفيف التوتر وقف الدماء وإيصال المساعدات الإنسانية وخروج المسلحين والرجوع للوضع الطبيعي». لكن الأسد في المقابل رفض فكرة «المناطق الآمنة» التي اقترحتها الولايات المتحدة وتركيا في السابق. قائلاً: «مثل هذه الخطوة لن تسفر إلا عن منح غطاء للإرهابيين». وكان الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والتركي رجب طيب أردوغان قالا في وقت سابق من العام إنهما يأملان بتوفير مناطق آمنة في شمال وجنوب سورية كي تسهل عودة النازحين والفارين من الحرب. كما أكد الرئيس السوري أن الدول التي ترغب في إعادة علاقاتها الديبلوماسية والتعاون مع دمشق عليها أن تقطع أي صلة لها مع «الإرهابيين». وزاد: «لن يكون هناك تعاون أمني ولا فتح سفارات ولا دور لبعض الدول التي تقول إنها تسعى لحل، إلا بعد أن تقوم بقطع علاقاتها بشكل صريح ولا لبس فيه مع الإرهاب والإرهابيين». وتابع الأسد: «نحن لسنا في حالة عزلة كما يفكرون، ولكن هذه الحالة من الغرور تجعلهم يفكرون بهذه الطريقة». وقطعت الولايات المتحدة وعدد كبير من الدول الغربية والعربية علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق بعد اندلاع الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري في آذار (مارس) 2011 والتي تحولت إلى نزاع مسلح أسفر عن مقتل 330 ألف شخص. غير أن دولاً كثيرة بدأت تراجع استراتيجيتها حيال سورية، من دون اشتراط تغيير النظام خلال المرحلة الانتقالية. كما أن هناك دعوات في عواصم غربية لعودة السفارات للعمل في دمشق كطريقة لممارسة ضغوط أكبر على النظام السوري. وقد لاقى مثلاً إغلاق السفارة الفرنسية في دمشق انتقادات شديدة من جانب أنصار سياسة «الواقعية» مع النظام السوري. واعتبر سياسيون فرنسيون أن الإغلاق حرم باريس من مصادر مهمة للمعلومات. كما هاجم الأسد نظيره التركي طيب اردوغان، أحد أبرز داعمي المعارضة الإقليميين والحليف السابق لدمشق قبل اندلاع النزاع. وقال الأسد «إن الطرف التركي هو موجود على الورق وبالنسبة لنا نحن لا نعتبره ضامناً ولا شريكاً في عملية السلام وطبعاً لا نثق به هو داعم للإرهابيين»، لافتاً إلى أن اردوغان «متسول سياسي على قارعة الطريق يبحث عن أي دور». وعلى رغم الدعم الذي تقدمه موسكو وطهران للنظام السوري وتركيا للمعارضة، إلا أن البلدان الثلاثة تسعى للتعاون في ما بينها من أجل ايجاد تسوية. وتعين على الدول الثلاث أن تتعاون في عدة مناسبات في شأن القضية السورية، ولا سيما خلال المفاوضات في آستانة والتي تبحث توسيع مناطق التهدئة ووقف النار. ووصف الأسد المعارضين بـ «حثالة»، قائلاً إن “الثوار الحقيقيين هم النخبة الوطنية والإنسانية والأخلاقية، أما أنتم فإنسانياً وأخلاقياً ووطنياً لستم أكثر من حثالة». وتابع: «اعتقدوا أنهم احتكروا مصطلح الثورة وأنها أصبحت لقباً من الألقاب غير المسموح لأحد بتداولها، وكادت تصبح ملصوقة لأحد الألقاب، كالقول الدكتور الثائر فلان، بالحقيقة لا». واعتبر الأسد أن المعارضين وقعوا في ثلاثة أخطاء هي أولاً «عندما اعتقدو أن السيد (الغرب) يقيم وزناً للعبد، وثانياً أن شعباً مثل الشعب السوري يمكن أن يقبل أن يسيّد عليه عملاء وخونة من هذه النوع». أما الخطأ الثالث فهو «عندما قالوا إن الثورة قد فشلت، والحقيقة الثورة لم تفشل وإنما كانت نموذجاً في النجاح ونحن نفتخر بها، ولا أقصد ثورتهم وإنما أقصد ثورة الجيش على الإرهابيين وثورة الشعب على العملاء والخونة». وزاد الأسد بوصف معارضيه بأنهم «بلا وزن، وأدوات تستخدم لمرة واحدة ثم تلقى في سلة المهملات، مثل الأدوات الطبية، لكن الفرق أن الأدوات الطبية معقمة، أما هم فأدوات ملوثة لا يمكن معها إعادة التدوير والاستخدام لاحقًا». وشدد على أن الاقتصاد السوري «دخل مرحلة التعافي ولو بشكل بطيء ولكن بشكل ثابت»، موضحاً «التوجهات المستقبلية للسياسة السورية الاستمرار بسحق الإرهابيين وكذلك المصالحة كفرصة لحقن الدماء».

مشاركة :