ارتفعت السيولة المتداولة في بورصة الكويت أمس الى ما يقارب 22 مليون دينار، وذلك في ظل الزخم الذي تشهده الأسهم القيادية ومنها «الوطني» و«زين» و«بيتك» إضافة إلى «المتحد» و«ميزان» و«أجيليتي». واستحوذت الكيانات الخمسة آنفة الذكر على نحو 60 في المئة من الأموال التي تداولات خلال الجلسة، إذ تمركزت تحركات المحافظ الكبرى عليها في ظل ما تحققه من استقرار واضح في أدائها واستثماراتها المختلفة. وارتفعت القيمة السوقية للأسهم المُدرجة منذ نهاية النصف الأول وحتى إقفالات السوق أمس، بما يقارب 1.9 مليار دينار (أكثر من 6 مليارات دولار) تقريباً، وذلك بفضل التركيز على السلع الثقيلة. ويعكس الشراء على شريحة الأسهم التشغيلية الثقيلة بحث الأوساط الاستثمارية عن سلع الملاذ الآمن، لاسيما بعد أن باتت نصف الشركات المسجلة في البورصة عُرضة للخروج من حسابات السوقين الأول والرئيسي، فهناك شركات صغيرة ومتوسطة خارج نطاق الاهتمام من الأساس. وفي سياق متصل، معلوم أن هناك تأثيراً لتراجع بعض الكيانات الكُبرى، منها «امريكانا» التي فقدت نحو 29 في المئة بالنظر إلى سعر تنفيذ صفقة الاستحواذ الشهيرة على أسهمها من قبل «أديبتيو» الإماراتية قبل أشهر قليلة بسعر 2.65 دينار للسهم (أقفل أمس عند 1.85 دينار). الأمر لم يتوقف عند «أمريكانا» بل إن هناك شريحة من الشركات الثقيلة تراجعت أيضاً، منها المشاريع بنحو 26 في المئة و«ميزان» 19 في المئة تقريباً، كل ذلك كان له انعكاس على المحافظ والصناديق التي تحتفظ بكميات من تلك الأسهم، إلا أن أصحاب النفس الطويل لا يهتمون بتراجعها السعري، فالنظرة طويلة الأجل. وتواصل المحافظ الاستثمارية عمليات الشراء الهادئة على تلك السلع وسط قناعة بأنها الأفضل والأقدر على تعويض أي خسائر قد تتعرض لها خلال الجلسات اليومية للبورصة، فيما يستفيد السوق حالياً من صفقات الـ 5 في المئة التي تنفذها المجموعات، والتي تخلق سيولة كبيرة من شأنها دعم التعاملات على فترات. وعلى مستوى تداولات أمس، شهدت الحركة العامة ارتفاعاً لليوم الثاني على التوالي بسبب عمليات شراء مدروسة على شركات متنوعة ليواصل المؤشر السعري الحفاظ على مستواه فوق الـ 6913 نقطة رغم الضغوط البيعية في الدقائق الأخيرة. ولوحظ الدخول الشرائي للأفراد بهدف بناء مراكز جديدة من أجل الاستثمار قصير المدى علاوة على وجود حوافز إيجابية ساهمت في استهداف الشركات الصغيرة من جانب بعض المحافظ المالية على الرغم من المضاربات التي طالت معظمها. وكان واضحاً خلال الجلسة النشاط الذي ارتفعت وتيرته في الساعة الأخيرة باتجاه أسهم الكثير من المجاميع الاستثمارية إضافة إلى شركات كبيرة ومصارف. ومنذ بداية الجلسة كان هناك ارتفاع تدريجي في أوامر المتعاملين على عموم الأسهم خصوصاً التي تعود إلى القطاعات التشغيلية الدفاعية ما ساعد بصورة مباشرة في ارتفاع السيولة لتعود مجدداً إلى تسجيل أرقام مرتفعة كما كان الحال في مطلع العام. ولم تخل التداولات من عمليات جني الأرباح خصوصاً على الشركات التي كانت قد شهدت ارتفاعات سابقة ومن المتوقع استمرار هذه المنهجية خلال الجلسات الثلاث المقبلة مع تمسك المؤشر السعري بمستواه الحالي وربما يشهد صعوداً. واستهدفت الضغوط البيعية وعمليات جني الأرباح أسهم العديد من الشركات في مقدمتها «امتيازات» و«المواساة»و«ايفكت» و«المعدات» في حين شهدت الجلسة ارتفاع أسهم 63 شركة وانخفاض أسهم 40 شركة من إجمالي 130 شركة لاقت اهتماماً من قبل المتعاملين. واستحوذت حركة مكونات مؤشر أسهم (كويت 15) على 14 مليون سهم تمت عبر 1079 صفقة نقدية بقيمة نحو 9.4 مليون دينار. وأقفل المؤشر السعري مرتفعا نحو 12.7 نقطة ليبلغ مستوى 6913 نقطة محققا قيمة نقدية بلغت نحو 21.5 مليون دينار من خلال 122.6 مليون سهم تمت عبر 4572 صفقة نقدية.
مشاركة :