بغداد - ا ف ب - واصلت القوات العراقية، أمس، تضييق الخناق على تنظيم «داعش» في تلعفر، آخر أكبر معاقله في محافظة نينوى شمال البلاد، في إطار الهجوم الواسع الذي بدأته فجر أول من أمس. وأكدت قيادة الشرطة الاتحادية أنها استعادت السيطرة في اليوم الأول من العمليات على أربع قرى في الجبهة الغربية من تلعفر، كما سيطرت على شبكة أنفاق لمسلحي «داعش». من جهتها، أعلنت فصائل «الحشد الشعبي»، في بيان امس، أن قواتها وصلت إلى مشارف القرى الغربية لتلعفر. وأفادت مصادر عسكرية أن القوات العراقية كثفت قصفها الجوي والصاروخي لمواقع وأهداف التنظيم، ونجحت بتحرير 14 قرية، وقتل 67 داعشياً على الأقل. وتواصل القوات العراقية تقدمها على المحاور الثلاثة التي بدأت منها هجومها على تلعفر التي تقع على بعد نحو 70 كيلومتراً إلى غرب مدينة الموصل. وقال قائد القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي في العراق وسورية الجنرال ستيفن تاونسند إن «معركة الموصل كانت انتصاراً حاسما لقوات الأمن العراقية، لكنها لم تكن نهاية (داعش) في العراق... عملية قوات الأمن العراقية لتحرير تلعفر هي معركة مهمة أخرى يجب كسبها لضمان أن البلاد والمواطنين في النهاية متحررون من (داعش)». ويصعب حالياً تحديد عدد المدنيين المتواجدين داخل تلعفر، إذ إنهم على غرار المناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش»، ممنوعون من التواصل مع الخارج، لكن حسب التحالف الدولي، هناك ما يقدر ما بين عشرة آلاف و50 ألف مدني لا يزالون في تلعفر ومحيطها. وأشارت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في العراق ليز غراندي إلى أن «الظروف صعبة للغاية في المدينة. الغذاء والماء ينفدان، والناس يفتقرون إلى الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة». وأضافت «نشعر بقلق بالغ إزاء المخاطر الشديدة التي تواجهها الأُسر. ويتعين على جميع أطراف الصراع القيام بكل شيء لتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين وضمان حصول الناس على المساعدة الإنسانية الممنوحة إليهم بموجب القانون الإنساني الدولي». وفي مؤشر على قرب قيام القوات العراقية بعمليات عسكرية لطرد تنظيم «داعش» من المناطق التي ما زال يحتلها في محافظة الأنبار غرب البلاد، قرب الحدود مع سورية، ألقت طائرات القوة الجوية العراقية مئات الالاف من المنشورات عليها تدعو مواطنيها لاستقبال القوات الآتية لتحريرهم.
مشاركة :