أبوظبي (الاتحاد) أعلن باحثون من جامعة نيويورك أبوظبي، بالتعاون مع مجموعات أخرى من الباحثين، أنهم اكتشفوا أن الصفات الجينية الفريدة للطحالب الخضراء المحلية في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تمنحها قدرة البقاء على قيد الحياة في المناخ الصحراوي، قد يكون لها إمكانات مهمة بعيدة الأثر يمكن استخدامها في تطبيقات التكنولوجيا الحيوية. وقال الدكتور كوروش صالحي أشتياني، الأستاذ المشارك في علم الأحياء في جامعة نيويورك أبوظبي: «تنتمي هذه الطحالب إلى فئة الكلوريديوم، وهو نوع قمنا بعزله مراراً من مواقع مختلفة في الدولة، وأظهرت هذه الطحالب خصائص متنوعة تمكنّها من التكيّف مع المناخ المحيط بها، وذلك من خلال قدرتها على النمو في المياه العذبة، وكذلك المياه ذات درجة الملوحة العالية التي تقدر بضعف ملوحة مياه البحر، إضافة إلى كونها قادرة على النمو عن طريق التغذية الذاتية مثل النباتات وعن طريق التكافل والتغذية العضوية مثل الفطريات أو الخلايا الحيوانية أيضاً». وتقدم الدراسة نظرة معمّقة على التغيرات التي مرت بها هذه الطحالب لكي تنجح في التكيف والنمو في هذه المنطقة، وتخلص إلى أن الخصائص المتنوعة للطحالب تجعل من الكلوروديوم مرشحاً مثالياً للتنمية البيئية. وقال أشتياني: «نظراً لكونه من الزيوت ذات القيمة العالية، والتي يبلغ إنتاجها العالمي حوالي 60 مليون طن متري في السنة، فقد ارتبط استخلاص زيت النخيل سابقاً بإزالة وتدمير الغابات المطرية في جميع أنحاء آسيا، الأمر الذي أثار مخاوف بيئية كبيرة، مع حظر العديد من الأسواق الأوروبية استخدام زيت النخيل في منتجاتها». وأضاف: «نعتقد أن هذا النوع من الطحالب يمكن أن يوفر بعد تطويره بديلاً آمناً بيئياً لزراعة زيت النخيل، كما يمكن التوصل لفوائد تجارية وبيئية مهمة كنتيجة لإجراء المزيد من الدراسات الواسعة النطاق حول هذا الموضوع». وتجدر الإشارة إلى إجراء مقارنة بين الكلوروديوم وسلالات الطحالب الخضراء الأخرى، الأمر الذي كشف عن الطبيعة الاستثنائية للبيولوجيا القوية والمرنة التي تستخدمها هذه الطحالب من أجل النجاح في التكيّف والعيش في البيئة القاسية للسواحل الصحراوية في الإمارات العربية المتحدة، وهو الأمر المهم والجدير بإجراء المزيد من الدراسات عنه. ومن جانبه، قال ديفيد نيلسون، عالم الأبحاث في جامعة نيويورك أبوظبي، والكاتب الرئيس للدراسة، والتي نشرت في مجلة «إي لايف العلمية»: «تمتلك الطحالب الكثير من الصفات الفريدة، وتبرز من بين هذه الخصائص قدرتها على استهلاك مجموعة واسعة من مصادر الكربون، بما في ذلك السكريات المعززة، لتتمكن من تحمّل الجفاف ومراكمة وتخزين كميات كبيرة من البالميتات. ويعزز التركيز العالي لحمض النخيل (بالمتيك) من قدرة إنتاج زيت الكلوروديوم ذي البنية العضوية المشابهة لزيت النخيل».
مشاركة :