بيروت- أنديرا مطر | دخلت معركة «فجر الجرود» التي يشنها الجيش اللبناني ضد عناصر داعش في جرود رأس بعلبك والقاع، أمس يومها الرابع، وهي المرحلة الثالثة والنهائية لتحرير جرود السلسلة الشرقية من حدود لبنان مع سوريا. في محصلة اليوم الرابع للمعركة حقق الجيش تقدماً سريعاً وأنجز نحو 70 في المئة من المعركة. وأفاد العميد علي قانصوه في مؤتمر صحافي أنه كان يومًا طويلاً ضد «داعش»، جرى خلاله إحكام السيطرة على كامل مواقع التنظيم وتحرير 100 كيلومتر مربع من أصل 120 كيلومتراً مربعاً من جرود رأس بعلبك والقاع. وأضاف أن الجيش دخل إلى مراكز الإرهابيين وطردهم منها، ودمر 9 مراكز وسيطر على عدد من الأسلحة والمتفجرات. وأفاد قانصوه بأنه لا أسرى دواعش لدى الجيش حتى الآن، معلناً عن حالات فرار لبعض العناصر إلى الداخل السوري. وكان يوم أمس شهد اشتباكات عنيفة على مشارف رأس الكهف في جرود رأس بعلبك، التي تعد أهم معقل للتنظيم. ومغارة الكهف هي نقطة تجمع عناصر داعش الأساسية، ويتمركز فيها نحو 400 عنصر وتضم غرفة عمليات مركزية ومستودعات، بحسب تقديرات المصادر العسكرية اللبنانية. وبعد الإعلان عن تحرير جرود القاع نزل أهالي القاع إلى ساحة البلدة مهللين ومحتفلين، في وقت نعت قيادة الجيش جنديًا رابعًا استُشهد في وادي الخشن جراء انفجار إحدى المفخخات أثناء تفكيكها. وتجدر الإشارة إلى أن عناصر الجيش الذين استشهدوا في معركة فجر الجرود لم يسقطوا في اشتباكات مباشرة بل بسبب المفخخات والألغام. بالتوازي مع تقدم الجيش السريع، لا يزال الغموض يكتنف مصيرَ العسكريين المخطوفين لدى «التنظيم»، ولم يُعثر على أيّ أثر لهم بعد، ولم يرشح بعد أيّ معطى عن تفاوض يَجري الآن أو قيد التحضير، على غرار مع حصل بين حزب الله وجبهة النصرة عقب معركة جرود عرسال. وفي هذا السياق ذكر مصدر أمني أن قائد الجيش العماد جوزيف عون أعلن أن «لا تفاوض مع داعش قبل معرفة مصير العسكريين». وفي سياق قد يفيد في معرفة تفاصيل عن الجنود الأسرى، أوقفت مخابرات الجيش أمس المسؤول الأمني الداعشي باسل عبدالقادر (25 عاماً) والملقب بـ«صقر عرسال» في وادي الأرنب في عملية نوعية خاطفة، حيث يعتبر المسؤول عن الهجوم على مركز الحصن في عام 2004 وشارك في خطف وقتل العسكريين. عين الحلوة وفي جديد الاقتتال الفلسطيني – الفسطيني في مخيم عين الحلوة، تعرض وقف إطلاق النار في يومه الثالث لخروقات كبيرة إذ شهد يوم أمس عمليات تمشيط لحركة «فتح» داخل حي الطيرة وهو معقل المجموعتين المتشددتين «بدر والعرقوب»، وأحكمت بعدها السيطرة عليه ورفعت راياتها على منازل كانت تسكنها عناصر المجموعتين. وأكدت مصادر عدة لـ القبس صلة هذه الاشتباكات التي افتعلتها منظمات وعناصر جهادية مع المسلحين التابعين لمنظمة التحرير الفلسطينية بمعركة فجر الجرود في محاولة العناصر الجهادية ربط مصيرهم بداعش في حال جرت مفاوضات بين التنظيم والجيش اللبناني.
مشاركة :