هاني الحمادي | أثار قرار وزير التربية وزير التعليم العالي د. محمد الفارس، الخاص بحرمان الطالب «الغشاش» في الاختبارات النهائية من بقية الامتحانات واعتباره راسباً بحصوله على «صفر» في جميع المواد، الذي انفردت القبس بنشره أمس الأول، ردود أفعال واسعة في الوسط التربوي ومواقع التواصل الاجتماعي. وتباينت الآراء ما بين مؤيد ومعارض، حيث أكد تربويون واكاديميون لـ القبس، أهمية القرار في تصحيح المسار التعليمي ومحاربة ظاهرة الغش والنجاح المزيف التي انتشرت كثيرا في السنوات الأخيرة، وقال مؤيدون للقرار: نشد على يد الوزير في اتخاذ هذا القرار لأنه خطوة في الاتجاه الصحيح ويساهم في تخريج أجيال قادرة على تحمل المسؤولية والابتكار والابداع دون غش او تزوير. وذكروا أن القرار سيجعل الطالب الغشاش يفكر مراراً وتكرارا قبل اقدامه على الغش الذي سيقضي على أحلامه وطموحاته ويحرمه من جميع الدرجات ويضيع مجهودا كاملا، لا سيما الطلبة الفائقين الذين يلجؤون أحياناً الى هذه الحيلة للحصول على درجات اضافية. وقالوا ان الكثير من الدول المتقدمة تطبق إجراءات صارمة وحازمة ضد أي طالب يحاول الغش خلال الاختبارات، فعلى سببيل المثال، نجد ان النظام التعليمي في كندا يحرم الطالب الغشاش من الدراسة نهائياً ويعتبر فعلته جريمة كبرى ويجب أن يعاقب عليها. واضافوا انه يجب على المجتمع ألا يتساهل مع الطالب الغشاش باعتبار انه يقوم بفعل جسيم ويجب ان يكون العقاب على قدر الفعل، موضحين بأن الخطوة تساعد «التربية» على السير نحو تكوين نظام تعليمي صحيح قادر على مواجهة التحديات وتنشئة جيل حصل على شهادته بمجهوده ويقدر قيمتها. قرار قاسٍ أما المناهضون للقرار، فيرى بعضهم أنه قاس ويفتح المجال أمام الواسطات، لا سيما في المدارس الخاصة، وأن المعلمين المكلفين بالمراقبة سيمتنعون في حالات كثيرة من عمل محضر غش خوفا من «بطش» الطالب الغشاش وردة فعل ذويه. من جانب آخر، عقد الفارس اجتماعاً موسعاً ضم وكيل التربية د. هيثم الاثري ووكيلة التعليم العام فاطمة الكندري ومديري المناطق التعليمية والتعليم الديني وإدارة التنسيق، للوقوف على آخر التطورات والاستعدادات للعام الدراسي المقبل 2017 – 2018. واستمع الفارس الى اهم الملاحظات ومدى الإنجاز في كل منطقة، وأبرز العراقيل التي تواجههم، وشدد على أهمية إنجاز كل الأعمال الخاصة بالاستعدادات والعمل على كل المشكلات، مؤكداً أن المسؤولية جماعية وتتطلب تضافر الجهود وتنسيقها ومتابعتها أولاً بأول. وأعلنت «التربية» في بيان لها أن المديرين أبلغوا الفارس عن آخر التطورات التي وصلت اليها أعمال الصيانة وتوزيع الكتب على المدارس ونسب الإنجاز بالمدارس الجديدة ومدى توافر الأثاث، إضافة الى تسكين الشواغر في جميع المناطق والإدارات المختلفة وحركات نقل المعلمين والمعلمات. وفي نهاية الاجتماع وبعد أن قدم مديرو العموم تقريرا، كل عن منطقته، يبين أوجه المشكلات الحالية أو المتوقع حدوثها، وجه الفارس بإعداد تقارير دورية عن الملاحظات ونسب الإنجاز وعرضها على وكيلة التعليم العام لرفعها الى وكيل وزارة التربية والعمل على تلافيها في أقرب وقت مع أهمية الالتزام بالجدول المحدد لإنجاز الاعمال ومتابعة تنفيذها ومعالجة القصور. تعجيل إقرار «حماية المعلم» شددت الاوساط التربوية على ضرورة سرعة اقرار قانون حماية المعلم بعد هذا القرار، لمنحه القدرة على تطبيقه دون خوف أو تردد خلال عمليات المراقبة في الامتحانات، لا سيما ان المعلم الذي يسجل محضر غش لأي طالب سيكون معرضاً للتعدي عليه او تهديده، وتجب حمايته من أي تداعيات.
مشاركة :