الشرطة الإسبانية تقضي على منفذ هجمات برشلونةأعلنت إسبانيا عن تمكنها من القضاء على منفذ هجمات برشلونة والذي كان في حالة فرار، في ما فاقمت عملية الدهس التي استهدفت مدينة مرسيليا الفرنسية من حالة الارتباك والمخاوف ومن موجة هجمات إرهابية عشوائية انتقامية.العرب [نُشر في 2017/08/22، العدد: 10730، ص(5)]مدريد تطيح بخلية الهجوم الإرهابي باريس - أعلنت السلطات الإسبانية أنها تمكنت من القضاء على المتشدد المطلوب يونس أبويعقوب بعد مواجهة مع قوات الشرطة مساء الاثنين. وقالت الشرطة الإسبانية إنها قتلت بالرصاص شخصا في منطقة سوبيراتس كان يضع حزاما ناسفا، بينما قال التلفزيون الرسمي إن الرجل هو من يشتبه بأنه منفذ هجوم السيارة في برشلونة الأسبوع الماضي. ولم تؤكد الشرطة ما إذا كان الرجل، الذي تم إطلاق النار عليه هو الهارب المطلوب في الهجوم الإرهابي في برشلونة، فيما نقلت وسائل إعلام عن مصادر من التحقيق أن مواصفات القتيل تتطابق مع هوية أبويعقوب. وقالت شرطة كاتالونيا “إن الرجل المشبوه في بلدة سوبيراتس يرتدي ما يبدو أنه حزام من المتفجرات حول جسمه، وقد قتل بإطلاق النار عليه”. وأفادت مصادر إعلامية أن فرقة المفرقعات الخاصة استخدمت رجلا آليا للاقتراب من المطلوب بسبب ارتدائه حزاما من المفرقعات. وذكر وزير داخلية إقليم كتالونيا خواكيم فورن في وقت سابق أن عدد الضحايا ارتفع إلى 15 قتيلا، كما أكد أن أبويعقوب هو منفذ عملية الدهس بالشاحنة. ويشار إلى أن أبويعقوب هو أحد أعضاء خلية إرهابية تضم 12 فردا، يفترض أنها قامت بتنفيذ هجومي برشلونة وكامبريلس. وقال فورن إن المشتبه به “مطلوب في جميع الدول الأوروبية”. ولم تستبعد السلطات الإسبانية في وقت سابق فرضية تسلل أبويعقوب عبر الحدود إلى فرنسا. وهو إعلان يأتي مع بدء الأمن الفرنسي الأسبوع الماضي عمليات تعزيز التفتيش على الحدود مع إسبانيا. وكان المطلوب يونس أبويعقوب يقيم في مدينة ريبول، وهي بلدة إسبانية صغيرة تقع بالقرب من الحدود الفرنسية التي تحولت إلى نقطة محورية في التحقيق، حيث عاش أغلب المشاركين في الهجمات هناك. وقامت الشرطة بعملية تفتيش جديدة لشقة أبويعقوب في الساعات الأولى من فجر الاثنين. وأفادت صحيفة “لا فانجارديا” بأنه قد تم نقل حقيبتين كبيرتين وصندوق من الكرتون من مكان إقامته، كما تم غلق الشوارع. واستبعدت السلطات إمكانية مقتل أبويعقوب في الانفجار الذي وقع مساء الأربعاء في منزل استأجره الجهاديون في الكانار (200 كلم جنوب غرب برشلونة)، حيث كانت الخلية المسؤولة عن اعتداءي برشلونة وكامبريلس تعد “لهجوم أو أكثر”، بينما تسعى الشرطة للتعرف على بقايا بشرية عثر عليها هناك.قوات الشرطة الإسبانية اضطرت إلى الاستعانة برجل آلي للتعامل مع أبو يعقوب والقضاء عليه بسبب ارتدائه حزاما ناسفا وقال مسؤول الشؤون الداخلية لكاتالونيا خواكيم فورن لإذاعة المقاطعة “من المؤكد أن أبويعقوب لم يقتل في انفجار الكانار لأنه كان يقود الشاحنة الصغيرة، لا يمكن أن يكون قد مات”. وأدى انفجار عرضي في منزل تتجمع به العناصر الإرهابية في منطقة الكانار التي تبعد مئتي كيلومتر جنوب غرب عاصمة كاتالونيا، يوم الأربعاء الفارط، إلى إفشال مخطط عمليات تفجير كبيرة، وهو ما دفعها إلى تغيير خطتها بحسب ما يرجحه المحققون. وأخرج رجال الشرطة من أنقاض المنزل 120 قارورة غاز كانت تشكل ترسانة هجمات واسعة جدا في برشلونة. وقالت الشرطة إنها عثرت على آثار لمادة بيروكسيد الأسيتون (تي ايه تي بي) وهو “نوع من المتفجرات يستخدمه داعش”. وكانت الشرطة قامت السبت الماضي بتفتيش منزل في ريبول يخص أحد الأئمة، والذي يعتقد أنه قد يكون زعيم الخلية الإرهابية التي نظمت الهجمات. وكان عبدالباقي الساتي يقوم بدور الإمام في مسجد في ريبول حتى يونيو الماضي. ويعتقد أنه قد لقي حتفه في انفجار ألكانار بحسب الأشلاء البشرية التي تم العثور عليها بموقع التفجير. ويعتقد أن الساتي كان حلقة الوصل التي قامت بتجنيد عناصر الخلية المتشددة والتخطيط للهجمات. وتزامنت عملية القضاء على أبو يعقوب مع عملية دهس شهدتها مدينة مرسيليا. واستبعدت مصادر قضائية وأمنية فرنسية فرضية الإرهاب من الهجوم الذي شهدته مدينة مرسيليا، مشيرة إلى أنه “لا يجري التعامل في الوقت الحالي مع الواقعة على أنها متصلة بالإرهاب”. وقتل شخص واحد فيما جرح آخر خلال عمليتي دهس شهدتهما محطتان للحافلات في مرسيليا الفرنسية صباح الاثنين. وذكرت الشرطة الفرنسية أن سيارة “رينو ماستر” اقتحمت موقفا للحافلات في الدائرة الثالثة عشرة من المدينة وأصابت شخصا بجروح خطيرة، قبل أن تقتحم موقفا آخر في الدائرة الحادية عشرة حيث قتلت امرأة بالمكان. وأوضح جوليان رافييه عمدة الدائرتين الحادية عشرة والثانية عشرة أن القتيلة في الأربعينات كانت تنتظر بمفردها في الموقف. وتمكنت الشرطة بعد وقت قصير من الحادث من اعتراض السيارة في الميناء القديم للمدينة واعتقال سائقها. وأعلن مدعي الجمهورية في مرسيليا كزافييه تارابو أن الهجوم المتعمد الذي أسفر عن سقوط قتيل وجريح، ليس عملا إرهابيا، مؤكدا أن “التحقيق يتجه إلى فرضية الاضطراب النفسي”. وقال تارابو لوكالة فرانس برس “ليس هناك أي شيء يسمح حاليا بوصف هذا العمل بأنه عمل إرهابي”. وأضاف “عثرنا معه على رسالة على صلة بمستشفى للطب النفسي ونتجه إلى هذه الفرضية”. ونقلت وسائل إعلام فرنسية عن مصادر أمنية أن المشتبه به سلم نفسه دون مقاومة، مشيرة إلى كونه معروفا لدى الشرطة بتورطه في قضايا سرقة ومخدرات وأسلحة نارية. وعلى الرغم من عدم اتضاح الخلفيات الحقيقية لهجوم مرسيليا، إلا أنه يزيد من مستويات الإرباك السائدة لدى الأوساط العامة والاستنفار لدى الأجهزة الأمنية، والتي تتحسب من موجة عمليات انتحارية عشوائية التي تنفذها العشرات من الخلايا النائمة التابعة لتنظيم داعش والتي تتحرك وفق أسلوب الذئاب المنفردة، ما يصعب من عملية رصدها أو كشف كل مخططاتها. ويأتي هذا الهجوم بعيد سلسلة الهجمات التي شهدتها كل من برشلونة وكامبريلس في إسبانيا وتوركو الفنلندية، والتي خلفت انتقادات شديدة لما اعتبر تقصيرا أمنيا في رصد المخاطر الإرهابية.
مشاركة :