يشهد الموقف السياسي في العاصمة اليمنية صنعاء تصعيدا واضحا بين الحوثيين وحزب الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، فبعد تحالف طويل تعاونا خلاله من أجل انتزاع السيطرة في البلاد من يد الرئيس المعترف به دوليا، عبدربه منصور هادي، برزت الخلافات بين الجانبين على خلفية تحضير صالح لتجمع شعبي كبير بذكرى تأسيس حزبه وتوجيهه لانتقادات حادة إلى الحوثيين ووصفهم بـ"المليشيا". وقال بيان صادر عن اللجان الشعبية، وهي إحدى الأطر التي تنشط عبرها جماعة الحوثي ومليشياتها المسلحة، إن وصف صالح لها بـ"المليشيا" يحمل "تجاوزا لكل الخطوط الحمراء واستهدافا لدرع الوطن الحصين في وجه قوى العدوان" على حد تعبيرها، مضيفة أنها "قوة شعبية وطنية في طليعة المعركة التاريخية إلى جانب الجيش" وأن وصفها بالمليشيا هو "الغدر بعينه." وتابع البيان بهجوم قاس على صالح إذ وصفه بأنه "يتربص شرا" وأنه "المخلوع عن كل شيمة ومروءة وطنية ودين وأعراف وأسلاف متنكرا لنهر من الدماء المقدسة " مضيفا أن عليه "تحمل ما قال والبادئ أظلم." وفي صنعاء أيضا، ترأس صالح الصماد، رئيس ما يعرف بـ"المجلس السياسي الأعلى" المشكّل من قبل الحوثيين وحلفائهم، اجتماعا مخصصا لمناقشة "الخطة العسكرية والأمنية العليا لتأمين الاحتفال الذي دعا إليه حزب المؤتمر الشعبي العام (الذي يقوده صالح) بذكرى تأسيسه والفعالية التي دعت إليها اللجنة الثورية العليا الخاصة بدعم الجبهات وتسيير القوافل." ووجه الصماد بـ"أخذ كامل الاحتياطات لمنع أي احتكاك او صدامات قد تفتعلها القوى المتربصة بالوحدة الوطنية وتماسك الجبهة الداخلية" مضيفا أن الأجهزة الأمنية "لمست أعمالا تسعى لإقلاق الأمن ونشر الفوضى وتنفيذ بعض الأعمال الإجرامية" ملوحا بـ"حسم مطلق" بحال حصول اضطرابات، وفقا لوكالة الأنباء اليمنية بنسختها الموالية للحوثي.
مشاركة :