عواصم - وكالات:رغم التواضع، إلا أن ظهوره كان أكثر سطوعا من وميض الكاميرات المأجورة التي لا تنقل إلا ما يدعو إلى الخراب، ولا يبث إلا ما ينشر الفوضى. بتحركات هادئة قادتها الحكمة، وبخطوات ثابتة دفعتها حماية مصالح القطريين، أطلَّ الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، حفيد مؤسس قطر وعضو العائلة المالكة، على الجميع كاشفًا حجم ما يحيكه «تنظيم الحمدين» من مؤامرات ضد المنطقة العربية والشعب القطري، وأبرزها محاولاته لعرقلة أداء الحجاج القطريين للمناسك، سعيًا إلى الوقيعة بين أبناء قطر والمملكة.أطل بن علي في ضيافة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ليعلن عن انفراج الأزمة التي صنعتها قطر لتخريب موسم الحج، مبشرا القطريين بأداء سلس للمناسك، وقبل كل هذا يكشف أن في الدوحة كثيرين ممن يصلحون لإدارة البلاد وهم «أهل للسلطة» وصيانة مصالح الشعب القطري بشكل حقيقي، وأن في الأسرة الملكية من يحملون صكوك الشرعية لخلافة «تميم بن حمد»، الذي يواصل تمسكه بدعم وتمويل وإيواء الكيانات والتنظيمات الإرهابية، ويحرض ضد الدول العربية كافة، بهدف ضرب استقرار المنطقة والنيل من مقدراتها.مع كشف المستور وفضح المؤامرات الخبيثة التي تديرها قطر من وراء الستار، أثار ظهور الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني موجة واسعة من الترحيب بـ«الأمير المنقذ» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة «فيس بوك» و«تويتر»، توسعت هذه الموجة خلال الأيام الأخيرة في الدول الخليجية، وفي مقدمتها قطر، بالتزامن مع حملة إدانة وهجوم واسعة على المنصات نفسها لنظام «تميم»، ما دفع صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية لتأكيد أن ظهور حفيد مؤسس قطر ربما يتبعه تغيير محتمل في رأس السلطة داخل الإمارة الراعية للإرهاب. وقالت الصحيفة الأمريكية، في تقرير نشرته أمس الثلاثاء، بحسب صحيفة «اليوم السابع» المصرية، إن لقاء الرمز القطري البارز مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أشعل غضب إمارة قطر وأميرها تميم بن حمد، رغم انتهاء اللقاء لمكاسب مهمة تمثلت في تذليل العقبات أمام الحجاج القطريين الذين يعتزمون التوجه إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك الحج، مشيرة إلى أن الحكومة القطرية بادرت بالتبرؤ من الزيارة، وأكدت في مناسبات عدة أن الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني لا يمثلها بأي شكل من الأشكال، وهو ما يعكس مخاوف «تنظيم الحمدين» من صعود نجم الأخير ليهدد رأس السلطة في الدوحة.وعن توقعها لخريطة السلطة في قطر خلال المرحلة المقبلة، قالت «وول ستريت جورنال» في تقريرها، إن عبدالله بن علي آل ثاني يقترب من أن يكون بديلاً محتملاً للحاكم الحالي تميم بن حمد، إذ يحظى بإجماع كل الدول العربية، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، كما أنه استطاع في ظهوره الأول إزالة ما كان قائما من سوء فهم فيما يتعلق بسفر الحجاج القطريين لأداء شعائر الحج. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن دبلوماسي غربي، عمل في دول خليجية عدة، دون ذكر اسمه، قوله: «السعوديون كشفوا أمام الجميع أن هناك في قطر أسماء وأشخاصا لديهم ما يكفي من الشرعية لتولي العرش، وهذا اللقاء الأخير ستتبعه تغييرات كبيرة داخل العائلة الملكية في قطر».في هذا الإطار، قال أندرياس كرينج، الأستاذ المساعد في الدراسات الدفاعية بـ«كينجز كوليدج» بالعاصمة البريطانية لندن، الذي عمل سابقا مستشارا للحكومة القطرية، إن السعوديين لا يضغطون من أجل تغيير النظام الحاكم في الدوحة، لكنهم وبطرق مشروعة «يتأهبون دائما لما هو قائم»، في إشارة إلى احتمالات إسناد الإمارة إلى الشيخ القطري الذي خطف الأضواء من كل أفراد عائلة «آل ثاني» مع ظهوره الأول. كان عدد من الدول العربية الداعية إلى مواجهة الإرهاب المدعوم من قطر، وفي مقدمتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر، قد أقدمت قبل أكثر من 10 أسابيع، على مقاطعة نظام تميم بن حمد دبلوماسيا، وإغلاق حدودها أمام الطائرات القطرية، على خلفية دور الدوحة المشبوه في دعم وتمويل التنظيمات والكيانات الإرهابية، وفرضت تلك الدول قائمة تضمنت 13 مطلبا، في مقدمتها وقف بث قناة الجزيرة وإنهاء الوجود الإيراني بقطر وتسليم من تؤويهم من المطلوبين أمنيا والمدانين في قضايا إرهاب، في إطار طرح حلول عملية للأزمة التي تسببت فيها قطر، إلا أن تميم بن حمد مازال يتمسك برفض هذه المطالب، ليقترب من الشهر الثالث في ظل موقف عربي واسع خسرت بسببه أكثر من 75 مليار دولار، ليأتي ظهور الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، وطرح بعض الخليجيين والقطريين لاسمه بديلاً للأمير الحالي، ليمثل على ما يبدو خطوة بداية على طريق حل الأزمة واستعادة قطر من أحضان الإرهاب.
مشاركة :