أفادت معلومات في ليبيا أمس، بأن العاصمة طرابلس شهدت مطلع الأسبوع الجاري، وصول عضو حركة الضباط الوحدويين الأحرار اللواء ركن أحمد عون، آمر الشؤون الفنية في النظام السابق، قادماً من منفاه الاختياري. وذكر مصدر رسمي من داخل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بأنها تتجه إلى تكليف عون رئاسة الأركان العامة، ونقل موقع «بوابة إفريقيا الإخبارية» عن مصادره أن عون سيتولى مهمة إعادة توحيد الجيش الليبي المنقسم حالياً بين شرق وغرب وجنوب. ويُعدّ عون من أوائل الضباط الذين انضموا إلى القذافي في أيلول (سبتمبر) 1969. كما رافق وفد حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج إلى موسكو في آذار (مارس) الماضي، نظراً إلى ما يُعرف عنه من علاقاته الجيدة بالروس. وتردد أن السراج اتفق مع قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر، خلال لقائهما برعاية فرنسية في 24 تموز (يوليو) الماضي، على تعيين عون رئيساً للأركان بعد ترفيعه من فريق الى رتبة لواء، وذلك من أجل العمل على توحيد القوات النظامية التابعة لحكومة الوفاق مع قوات تابعة لحفتر مجودة في غرب طرابلس. وعلى رغم كونه من أركان النظام السابق، فإن عون لا يحظى حالياً برضى أنصار القذافي الذين يعتبرون أنه تخلى عنه خلال الأحداث التي أدت إلى إطاحته عام 2011. وكان حوالى 80 ضابطاً في مدينة مصراته دعوا أول من أمس، المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني إلى الوفاء بالتزاماته وفق «اتفاق الصخيرات»، وطالبوه بتعيين رئيس أركان للجيش الليبي في شكل عاجل، متهمين دولاً إقليمية بتعطيل قيام مؤسسات عسكرية ليبية مستقلة. ورأى بعض الضباط أن لا إرادة سياسية قوية حتى الآن لبناء جيش وطني في البلاد، وأبدوا قلقهم من «تغوّل» التشكيلات المسلحة في بعض المدن، مطالبين المجلس الرئاسي بإعادة تشكيل الجيش سريعاً وتعيين رئيس أركان له. على صعيد آخر، ذكر مصدر ليبي مأذون لموقع «عين ليبيا» أن رئيس الوزراء السابق علي زيدان محتجز لدى الجهات الأمنية الليبية، ويحقق معه ضباط تابعون للأمن الداخلي والخارجي ومعروفون في عهد النظام السابق. وأفاد المصدر بأن زيدان لم يتعرض لأي إهانة أثناء اعتقاله أو التحقيق. وأكد المصدر أن التحقيق ركّز على قضية المبالغ النقدية المقدَّمة إلى قائد ما كان يُعرَف بحرس منشآت النفط ابراهيم الجضران، من طريق ناجي مختار، وتكليف ابنه بطباعة جوازات السفر الجديدة وكذلك دعمه غير المحدود لـ «كتائب القعقاع». وكشف المصدر ذاته أن أطرافاً طلبت من زيدان عدم الحضور إلى طرابلس، إلا أنه أصر على ذلك بحجة التنسيق مع أمراء بعض الكتائب الأمنية في العاصمة. إلى ذلك، استقبل الرئيس التشادي ادريس ديبي أمس، وفداً ليبياً من مشايخ القبائل و «الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا» الموالية للنظام السابق، لبحث تطورات الملف الليبي. وأوضح رئيس الوفد الليبي حسن المبروك أن الزيارة جاءت بناءً على دعوة رسمية من الرئيس التشادي بهدف الاطلاع على تطور الأزمة الليبية، وانعكاسات التدخل الغربي عام 2011، وما ترتب عليه من تشريد للشعب الليبي وتدمير إمكانياته وتحويل ليبيا من دولة قائدة للمنطقة ومؤسسة للاتحاد الإفريقي الى دولة فاشلة تنهشها الميليشيات ويمزقها الإرهاب والتطرف.
مشاركة :