أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي بول راين معارضته قراراً يشجب الرئيس دونالد ترامب على تصريحاته بعد أحداث تشارلوتسفيل، وإن اعتبر أن الأخير «أفسد» الأمر بتحميله «كلا الجانبين» مسؤولية عنف أوقع قتيلة وعشرات الجرحى. وخيّب ترامب آمال كثيرين من الأميركيين، لامتناعه عن إدانة واضحة لتنظيمات عنصرية تضمّ دعاة تفوّق العرق الأبيض، بعد صدامات تشارلوتسفيل في ولاية فيرجينيا. لكنه دعا مواطنيه الى الوحدة، اذ قال الإثنين: «حُبّ الولايات المتحدة يتطلّب أن نحبّ جميع المواطنين. عندما نفتح قلوبنا، لن يكون هناك مكان للتعصب أو للتسامح مع الكراهية. إذا وقع مواطن ضحية للظلم، فنكون جميعاً ضحايا». واعتبر راين ان شجب ترامب سيكون «غير مثمر» و «أسوأ ما يمكن أن نفعله»، وسأل: «اذا أنزلنا هذا الملف الى احتكاك حزبي، وصدامات في ما بيننا، أيّ أمر جيد سيفعله ذلك لتوحيد البلد؟». وتابع في اشارة الى ترامب: «أعتقد بأنه أفسد الأمر بتصريحاته عندما بدا وكأنه يوازن أخلاقياً... فيما نحتاج إلى وضوح أخلاقي شديد. لا يمكننا ان نسمح بحدوث ذلك مرة أخرى». الى ذلك، أزالت جامعة تكساس تماثيل ترمز إلى حقبة الكونفيدرالية المؤيّدة للعبودية، من حرمها في مدينة أوستن ونقلتها إلى متحف التاريخ في الحرم. وقال رئيس الجامعة غريغوري فينفيس: «تماثيل الكونفيدرالية باتت رموزاً لدعاة تفوّق العرق الابيض والنازيين الجدد. لدى جامعة تكساس في أوستن واجب الحفاظ على التاريخ ودرسه، لكن واجبنا يلزمنا أيضاً الاعتراف بأن هذه الأجزاء من تاريخنا تعارض القيم الاساسية للجامعة، وقيم ولايتنا، والقيم الدائمة لأمّتنا». وباشرت ادارة الجامعة إزالة تماثيل لشخصيات مرتبطة بالكونفيدرالية، بينها تمثال الجنرال الجنوبي روبرت لي الذي يحتفي به قوميون بيض في الجنوب، لكن آخرين يعتبرونه رمزاً لدفاع الجنوب عن العبودية. أعلنت سلطات ولاية تكساس توقيف شاب كان يحمل مواد كيماوية تُستخدم في صنع قنابل، قرب تمثال لجندي كونفيدرالي في مدينة هيوستن، للاشتباه في تآمره لتفجيره. لكن استطلاع رأي أعدّته وكالة «رويترز» ومعهد «إيبسوس» أظهر أن 54 في المئة من الأميركيين يعتقدون بوجوب إبقاء آثار الكونفيدرالية في «كل الأماكن العامة»، فيما رأى 27 في المئة «وجوب إزالتها من هذه الأماكن»، وقال 19 في المئة إنهم «لا يعرفون». والإجابات على الاستطلاع كانت موزّعة وفقاً للانقسامات العنصرية والحزبية، إذ أيّد البيض والجمهوريون غالباً الإبقاء على الآثار، فيما مال الديموقراطيون والأقليات الى تأييد إزالتها.
مشاركة :