الرئيس التونسي السابق يقول إن معظم الصحافيين في بلاده يعملون في إطار أجندة سياسية تسعى لتدمير وتحطيم رموز الثورة.العرب [نُشر في 2017/08/23، العدد: 10731، ص(18)]محاولة لاستعادة الضوء تونس – أطل الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي من قناة الجزيرة ليهاجم مجددا إعلام بلاده، قائلا إنه يمعن في مناصبته العداء بإصرار. وقال المرزوقي في برنامج “شاهد على العصر” الذي بث على الجزيرة “رغم أنني لم أعد رئيسا إلا أن مشكلتي مع الإعلام التونسي لم تتغير، فهو لم يتوقف عن مهاجمتي ومحاولة اصطياد الأخطاء وتلفيق الأكاذيب، بخلاف الإعلام الأجنبي والعربي والذي يرغب في نقل ما أقوله للناس ولا يتعامل معي كخصم سياسي أو عدو”. ولا تتمتع قناة الجزيرة القطرية، بأي شعبية لدى التونسيين الذين يعتبرونها قناة المتشددين الإسلاميين، وتكرس منابرها لخدمة أجندتهم السياسية، وهي بالنسبة إليهم “منبر للشر”، وفق ما وصف أحد الصحافيين التونسيين. وشدد المرزوقي على أنه لم يضع صحافيا واحدا في السجن ولم يرفع قضية ضد أي صحافي، بل على العكس فقد دافع عن حرية الصحافة، ولكن المشكلة أن معظم الصحافيين في تونس يعملون في إطار أجندة سياسية تسعى لتدمير وتحطيم رموز الثورة عبر السخرية والتحقير واختلاق الأكاذيب. وقد أثارت تصريحات المرزوقي في حلقة سابقة من البرنامج حول أحداث السفارة الأميركية التي يعود تاريخها إلى14 سبتمبر 2012 الكثير من الجدل، حيث وصفها وزير الدفاع الأسبق عبدالكريم الزبيدي بأنها “تحريف وتزوير للحقيقة وتشويه للتاريخ”. وكان المرزوقي قد أكد في حوار لقناة الجزيرة أنّ الأمن “اختفى وكأنّه تبخّر” والجيش رفض تنفيذ الأوامر عند مهاجمة السفارة الأميركيّة. وقال إنه حاول الاتصال بكبار المسؤولين الأمنيين للاستفسار عن الوضع لكنّ هواتفهم كانت مغلقة “ممّا يثبت أن القضية كانت مدبّرة”. واعتبر متابعون إعلاميون في تونس أن قناة الجزيرة تستكمل دورها بصناعة الفوضى في البلاد، بعد محاولاتها المتكررة لاختلاق حوادث لم تجر في الشارع التونسي واستغلال التوتر السياسي لأغراضها الخاصة، وهي اليوم بعد فشل مشروعها، وكشف الجمهور لتضليلها وفبركتها الأحداث، تحاول جذب الانتباه بزوبعة جديدة. وانتقدت وسائل الإعلام التونسية، تصريحات الرئيس السابق وهجومه على إعلام بلاده، من خلال سلسلة حلقات برنامج “شاهد على العصر”، الذي يثير الجدل بعد كل حلقة يتم عرضها، وخاصة الحلقة التي أوحى فيها بتآمر الإعلام، حيث قال إن أشياء غريبة حصلت عند اغتيال الشهيد شكري بلعيد، “كل وسائل الإعلام حشدت وقالت إن الملايين خرجوا للشارع بينما لم يخرج سوى 200 ألف تقريبا”. كما استشهد بحادثة نجاح علي بن فطيس المري محامي الأمم المتحدة لاسترداد الأموال المنهوبة برد مبلغ 28.8 مليون دولار إلى تونس، قائلا “ما إن التقيت بالمري حتى تعرضت لحملة هجوم كبيرة على مواقع التواصل ووسائل الإعلام في تونس، ونُظمت حملة يومية للهجوم عليّ وعلى قطر وتركيا”.
مشاركة :