أعلنت المملكة على لسان معالي الأستاذ سعود القحطاني أنها تعد -وبأيدي شباب الوطن وشاباته- قائمة سوداء.. وبمشاركة شعبية واسعة.. ليسهم الجميع في العمل بجد واجتهاد، وتفانٍ وإخلاص، على أن تضم هذه القائمة الجزء الأكثر بروزاً من الطابور الخامس للعدو بيننا.. قومٌ من بني جلدتنا، ويتحدثون بألسنتنا، لكنهم خونة.. خانوا الله ورسوله ودينه الذي ارتضى لهم، فعملوا عن سوء نية، وخبث طوية.. وقصد.. على تحريف الكلم عن مواضعه، ليشتروا به ثمناً قليلا، وليوظفوا الدين بعد ما بدلوه عن مقاصده، بكل خسة، خدمةً لغاياتهم الشريرة، وتلبيةً لرغبات أنفسهم المريضة، في نشر الفوضى والخراب، والقتل والإرهاب، وصراخ الأطفال. فكان أن زينوا حرائق الأوطان، وروائح شواء لحوم الإنسان، بمكر الشيطان.. تارةً بلبوس الدين والطهارة، وتارةً برداء الحرية والديمقراطية والكرامة.. فكانوا دعاة «الفوضى الخلاقة»، وأداة مشروع «الشرق الأوسط الكبير». هم قومٌ غاوون، لا يتوانون عن التعامل مع العدو.. أي عدو كان.. في سبيل تحقيق أهدافهم الخبيثة.. التي تسيء للإسلام، وتستهدف المسلمين ودولهم وقوتهم ومجتمعاتهم وحضارتهم وثقافتهم واقتصادهم بالدرجة الأولى.. والبشرية جمعاء على وجه العموم.. وإذ بهم يجدون ضالتهم في تنظيم الحمدين، ويجد تنظيم الحمدين ضالته عندهم.. فكان حلف الشياطين لنشر الإرهاب: {وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ}. هم دعاة على أبواب جهنم، كما وصفهم الصادق المصدوق عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.. إنهم أرباب حركات الإسلام السياسي.. ونشطاء تنظيماته.. على تنوعها الشكلي الظاهر.. واتفاقها الأصلي الباطن.. وإننا إذ نتناول مصطلح «الإسلام السياسي»؛ فنعني به تحديداً أولئك الذين يُطلقون على أنفسهم زوراً وبهتاناً مسمى «الإسلاميين».. تقيةً لهم، وتزكية لأنفسهم وطريقتهم الضالة المضلة.. وهم بذلك إنما أرادوا استخداماً وامتهانا للإسلام -وحاشاه- وأن يقولوا بأن ما عداهم «غير إسلاميين».. تكفيراً صريحاً لكل من لم يكن ولاؤه لتنظيماتهم الإرهابية، وجماعاتهم التكفيرية الخارجية.. معتبرين بقية المجتمعات التي يعيشون فيها سواهم؛ كفاراً ملاحدة..!. وهم في ذلك إنما يقتفون أثر من سبقوهم في عقيدة وفكر حركة الإخوان المسلمين، أم تنظيمات الإسلام السياسي جميعها.. سنيها وشيعيها.. وهم عن السنة خارجون، ولمذهب أهل البيت مخالفون.. وعرابهم في ذلك التكفيري الخارجي سيد قطب.. وشقيقه الإرهابي نواب الصفوي.. يحرفون دين الله عن مقاصده، إساءة وامتهانًا له -خابوا وخسروا- وتوظيفاً مغرضاً خبيثاً.. ويعملون على تشويه المفاهيم والقيم والأحكام الإسلامية السمحة، لينحوا بها إلى منحى التطرف والتشدد ونشر الكراهية والإرهاب، وهي التي في أصلها الاعتدال والمحبة والتسامح.. وهدفهم في ذلك استلاب عقول الشباب، وتهيئة البيئة العفنة الخصبة للإرهاب.. وخاصة في هذه البلاد الطيبة الطاهرة المباركة.. مستهدفينها في عقيدتها وهويتها أولاً -من خلال اختطافهما من الداخل متغلغلين.. وإدعاءاتهم أنهم لمنهج السلف.. كذبوا.. سالكين.. ليخرجوهما عن حقيقتيهما الصافية البسيطة وأصلهما الطيب النقي- وفِي أمنها وأمانها.. كونها قبلة المسلمين، وحصنهم الحصين، وجدارهم المتين.. بكل ما تمثله هذه البلاد التي أقسم بها رب العباد في قوله تعالى «لا أقسم بهذا البلد»؛ من ثقل ديني وسياسي وعسكري واقتصادي وأمني وجيوستراتيجي.. معتقدين -بما زين لهم الشيطان- بأنهم بذلك يضربون عصفورين بحجر: الأول الإساءة إلينا وإلى ديننا وقيمنا وهويتنا ووطننا بإلصاق وشم الإرهاب به، والثاني نشر الفوضى وزعزعة الأمن.. ليصعد تنظيمهم الماسوني الخبيث على شلالات الدماء، وجماجم الأبرياء.. فمخطئ من يعتقد بأن من مثلهم يُستنصحون فينتصحون، وعن الغي يتوبون، وإلى الحق يعودون، وإلى طريق الاعتدال يرجعون.. فحق عليهم قوله تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}. والمفارقة الداعية للسخرية أن هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم مسمى «الإسلاميون»، وخاصة عندنا في المملكة؛ إنما هم يستبسلون في إنكار شيء اسمه «حركات الإسلام السياسي»، فضلاً عن انتمائهم لها، وولائهم وبيعتهم عليها.. فيما هم أنفسهم يوظفون الدين.. واسم الإسلام.. ويحرفونه.. ليستخدموه في تبرير استهداف الأوطان لخدمة شياطينهم، أرباب حركاتهم السياسية الإرهابية، واستهداف ما سواهم من أبناء المجتمع. و من يراجع أدبياتهم -دون استثناء- يجدهم لا يختلفون عن بعضهم البعض في الأهداف الإستراتيجية النهائية لحركاتهم الإرهابية.. على تنوعها الشكلي الاسمي الظاهر، والمتمثلة في إسقاط الدول العربية والإسلامية، وإحلال تنظيماتهم الإرهابية مكانها.. والتي يسمونها «الحكومة الإسلامية» كما أطلق عليها الخميني ذلك.. وكذلك فعل «المودودي» و «سيد قطب» ومن قبلهم جميعاً حسن البنا. هي قائمة سوداء إذن.. لقوم مجرمين.. عملاء خائنين.. وجب حسابهم..فحُق عقابهم.. ونحن لهم بالمرصاد.. فالمسألة مسألة حياة أو موت. إلى اللقاء،،،
مشاركة :