القاهرة: ياسر سلطانتستضيف قاعة ضي للفنون في القاهرة معرضاً فنياً جماعياً تحت عنوان «قراءات بصرية من وحي أشعار عفيفي مطر» يضم المعرض مجموعة كبيرة من إبداعات الفنانين المصريين المستلهمة من أشعار عفيفي مطر. الأعمال المعروضة تم إنجازها خلال ورشة فنية نظمتها القاعة على مدار عشرة أيام متواصلة شارك فيها أكثر من ثلاثين فناناً وفنانة من مصر ومن الوطن العربي. فكرة الورشة تعود للفنانة شروق قنديل، ونظمت تحت إشراف الفنان صلاح المليجي، الرئيس الأسبق لقطاع الفنون التشكيلية المصري. لم تشترط الورشة سناً معينة للمشتركين كما يقول المليجي، وأتاحت الحرية في التعبير بجميع أشكال التناول البصري من تصوير ورسم ونحت وجرافيك وغيرها من المجالات الأخرى، كما وفرت القاعة جميع الخامات المستخدمة في العمل أمام الفنانين. وعن فكرة الورشة يقول هشام قنديل، مدير القاعة: «تحرص القاعة دائماً منذ إنشائها على توفير مناخ جيد أمام الفنانين للعمل والتعاون واللقاء، إذ تنظم مسابقة سنوية مفتوحة للفنانين العرب والمصريين، كما تفتح أبوابها للجميع من أجل العمل في مناخ تنافسي وصحي على الأصعدة كافة. وجاءت فكرة الورشة متوافقة مع هذا التوجه الذي تتبناه القاعة، فمن ناحية هي تتيح العمل المشترك والتنافس الخلاق بين الفنانين من جميع الأجيال، ومن ناحية أخرى تحيي ذكرى واحد من أهم الشعراء المصريين المعاصرين، وهو الشاعر محمد عفيفي مطر الذي رحل عام 2010 تاركاً وراءه رصيداً كبيراً من الأعمال الشعرية».وعن نقاط التقارب بين الشعر والفن التشكيلي يقول الفنان صلاح المليجي معقباً: التعبير عن الأعمال الأدبية في شكل بصري هو أمر ليس بغريب على الساحة الفنية والإبداعية، وأبلغ تجسيد لهذا التقارب نراه من خلال رسوم أغلفة الكتب، إذ يحاول الفنان في تلك الحالة بعد قراءته المتأنية للنص الأدبي أن يعبر بطريقته عن ذلك النص قدر المستطاع، قد يأتي ذلك التعبير مباشراً أو غير مباشر، لكنه في النهاية يحمل روح النص بشكل أو بآخر. ويضيف المليجي: ولا ننسى أيضاً أن كلاً من الشعر والتشكيل يشتركان معاً في ترجمة الواقع إلى صور، فبينما ترسم الصورة الشعرية بالكلمات، تترجم الصور الفنية بصرياً عن طريق الألوان والخطوط والمساحات.الفنان صلاح المليجي - المشرف على الورشة والمعرض- اختار العمل من وحي مجموعة أشعار ديوان عفيفي مطر «أنت واحدها وهي أعضاؤك انتثرت» حيث قام بتوظيف عدد من المفردات التي تكررت كثيراً في هذا الديوان، كالقناع ورأس الكبش، جاعلاً منها نقطة البدء لمجموعة من العلاقات اللونية التي شكلت الأعمال، في حس جرافيكي يمزج بين الخط والمساحات اللونية. الفنان طارق الكومي فضل أن يترجم قراءاته لأشعار عفيفي مطر ككل دون أن يسلط الضوء على قصيدة أو ديوان بعينه، حيث قام بتوظيف صورة الشاعر في قلب اللوحة ناثراً حولها أشكاله التي تجمع بين الجسد الإنساني وعناصر الطبيعة، وكذلك الحروف والكلمات العربية. هذا التوظيف الفني للحروف العربية تكرر في أكثر من لوحة. ففي لوحة الفنان عبد الوهاب عبد المحسن التي استوحاها من قصيدة «امرأة تلبس الأخضر دائماً ورجل يلبس الأخضر أحياناً» وظف عبد المحسن كلمات القصيدة على خلفية من التشكيلات اللونية التي سيطر عليها اللون الأخضر.
مشاركة :