اتهمت حركة أنصار الله الحوثية الأربعاء الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، حليفهم الأساسي في النزاع الجاري في اليمن، بـ"الغدر" مؤكدين أن عليه تحمل تبعات وصفهم بـ"الميليشيا". وبدأت الانقسامات بالظهور هذا الأسبوع بين زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي والرئيس السابق بعدما تحالفا منذ عام 2014 ضد الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، إذ تبادلا الاتهامات بالغدر في خطابات متلفزة. وتتفاقم المخاوف حاليا من مخاطر اندلاع العنف في صنعاء مع عزم أنصار صالح على الخروج في مسيرة الخميس لإحياء الذكرى الـ35 لتأسيس حزب "المؤتمر الشعبي العام". وذكر الحوثيون في بيانهم أن ما قاله صالح "تجاوز لخط أحمر" مؤكدين أن "عليه تحمل ما قال، والبادئ أظلم"، بعدما وصفهم الأحد في خطاب بـ"الميليشيا". وكشف تقرير داخلي لمجلس الأمن في الأمم المتحدة حصل عليه مراسل الحرة في منتصف آب/ أغسطس أن تحالف الحوثيين مع صالح من المرجح أن "ينطوي على انقسامات داخلية وقد حصلت بالفعل اشتباكات بين الجانبين والتوتر بينهما مرجح أن يتصاعد مع الوقت". ورغم ذلك تقول اللجنة التي أعدت التقرير إن التحالف بينهما سيبقى تحالف الضرورة إلا في حال حصول تغيرات كبيرة في الواقع العسكري، أو في حال استطاع الحوثيون تطوير قدراتهم الإدارية "بما يمكنهم من الحكم بمفردهم". وازدادت حدة التوتر منذ عدة أيام في العاصمة اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون وأنصار صالح. وذكر شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية أن أنصار الطرفين كثفوا تواجدهم في محيط صنعاء. ويدور في اليمن منذ عام 2014 نزاع دام بين جماعة أنصار الله الحوثية والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح من جهة وبين القوات الحكومية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي من جهة ثانية. وسقطت العاصمة صنعاء في أيدي الحوثيين وحلفائهم في أيلول/ سبتمبر من العام نفسه. وتدخل تحالف بقيادة السعودية في آذار/ مارس 2015 لدعم القوات الحكومية. وتسببت الحرب اليمنية بمقتل نحو 8000 شخص ونزوح الملايين، فيما بات اليمن على حافة المجاعة.
مشاركة :