قالت وزارة السياحة التونسية اليوم (الثلثاء)، إن عائدات قطاع السياحة نمت بنسبة 19 في المئة في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2017 مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، في أحدث مؤشر على تعافي القطاع الحيوي بعد عامين من هجومين لمتشددين استهدفا سياحاً أجانب. وتكافح تونس لإنعاش قطاع السياحة الذي تأثر بشدة منذ هجومي عام 2015. ففي حزيران (يونيو) من ذلك العام، فتح مسلح النار على سياح في فندق في منتجع سوسة السياحي، وقتل 38 غالبيتهم من البريطانيين. وقبل ذلك بثلاثة أشهر قتل مسلحان آخران 21 سائحاً غربياً في هجوم على متحف باردو في العاصمة تونس. وتبنى تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الهجومين. ولكن مع تحسن الوضع الأمني امتلأت غالبية الفنادق في تونس هذا الصيف، وهو موسم الذورة السياحي. وقالت وزيرة السياحة التونسية سلمى اللومي اليوم: «هناك مؤشرات جيدة، إذ ارتفعت العائدات بنسبة 19 في المئة لتبلغ 1.5 بليون دينار (613 مليون دولار) منذ بداية العام 2017 وحتى العاشر من آب (أغسطس) الجاري مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي». وذكرت أن عدد السياح الأوروبيين زاد بنسبة 16 في المئة على أساس سنوي، بينما ارتفع عدد السياح الجزائريين 60 في المئة. ومنذ بداية العام وحتى 10 آب الجاري، زار تونس 4.58 مليون سائح أجنبي. وتأتي هذه الأرقام لتؤكد توقعات مسؤولين تونسيين بانتعاش القطاع السياحي هذا العام. وتتوقع الحكومة أن تستقبل البلاد 6.5 مليون سائح في العام 2017 بأكمله، بزيادة 30 في المئة عن العام الماضي، مع استقرار الأوضاع الأمنية وسعي السلطات إلى استقطاب سياح من وجهات جديدة مثل روسيا. وكانت وزارة الخارجية البريطانية قالت الشهر الماضي إن بريطانيا لم تعد تنصح رعاياها بعدم السفر إلى معظم أنحاء تونس بما في ذلك العاصمة ومعظم المقاصد السياحية، وهو ما رحبت به تونس التي قالت إن القرار «يفتح آفاقاً جديدة للسياحة». وعقب تخفيف قرار الحظر البريطاني أعلنت شركة «توماس كوك» للسياحة أنها ستسأنف رحلات العطلة إلى تونس. وقالت وزارة السياحة إن «توماس كوك» ستبدأ فوراً الترويج للوجهة التونسية وستبدأ تسيير رحلات إلى تونس في شباط (فبراير) المقبل. ويمثل قطاع السياحة حوالى ثمانية في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في تونس، وهو أكبر موفر لفرص العمل بعد القطاع الزراعي.
مشاركة :