الأبقار تحارب فيروس نقص المناعة البشري بأجسامها المضادة

  • 8/24/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

ظهر بطل غير متوقع في محاولات محاربة فيروس نقص المناعة البشري: الأبقار. في ظاهرة غير مسبوقة مع أي حيوانات أخرى، ولا حتى مع البشر، أنتجت أربع أبقار أجساماً مضادة قوية بعد حقنها بنوع من بروتين فيروس نقص المناعة البشري. بناء عليه، ربما يشكِّل اكتشاف طريقة إنتاج أجسام مضادة مشابهة لدى البشر حلاً يسمح بابتكار لقاح ناجح ضد الفيروس. أنتجت أربع أبقار أجساماً مضادة تستطيع إيقاف العدوى المشتقة من أنواع متعددة من فيروس نقص المناعة البشري، ذلك بعد 42 يوماً من تلقيحها، بحسب ما ذكر الباحثون في تقرير منشور في مجلة «ناتشر». فيما يحتاج العدد الصغير من الناس الذين سينتجون تلك الأجسام المضادة بعد التقاط العدوى طبيعياً إلى بضع سنوات، يحدد البحث «طريقة جديدة وأكثر فاعلية لإنتاج أجسام مضادة نشيطة على نطاق واسع ضد فيروس نقص المناعة البشري»، بحسب الاختصاصي في أمراض المناعة جاستن بايلي من كلية الطب في جامعة جونز هوبكينز، علماً بأنه لم يشارك في الدراسة. ثبتت صعوبة تصنيع لقاح ضد فيروس نقص المناعة البشري لأن هذا الفيروس يتغير طوال الوقت. ثمة سلالات مختلفة حول العالم، حتى أن الفيروس يتحوّل داخل جسم الشخص المصاب. في معظم الأوقات، يُطوّر الناس أجساماً مضادة تستهدف سلالة واحدة لكنها غير فاعلة ضد سلالات أخرى. لم تنجح لقاحات فيروس نقص المناعة البشري التي خضعت للاختبار حتى الآن في إنتاج أجسام مضادة قادرة على إبطال مفعول الفيروس. في نهاية المطاف، أنتج 1% من المصابين بفيروس نقص المناعة البشري أجساماً مضادة نشيطة وفاعلة ضد أنواع متعددة من الفيروس. ويبدو أن تطوير هذه الأجسام المضادة لا يساعدهم. لكن عند إعطاء هذه الإجسام لمجموعة من القرود قبل تعريضها لفيروس شبيه بنقص المناعة البشري، لوحظ أنها تحمي من التقاط العدوى. خصائص غريبة يحمل بعض الأجسام المضادة النشيطة والخاصة بفيروس نقص المناعة البشري خصائص غريبة، من بينها وجود سلسلة طويلة من الأحماض الأمينية تخرج من سطح الجسم المضاد. يتّصل هذا الجزء الناتئ من الجسم المضاد بموقع فيروسي يبقى على حاله بين السلالات لأن الفيروس يحتاج إليه لدخول الخلية. لكن يكون غطاء فيروس نقص المناعة البشري السميك على السكريات السطحية كفيلاً بتصعيب الوصول إلى موقع اتصال الفيروس بالجسم المضاد. يبدو أن أطول سلسلة من الأحماض الأمينية تستطيع أن تخترق المساحة وتصل إلى الموقع المستهدف، بحسب فون سميدر، خبير في علم المناعة الجزيئي في معهد {سكريبز} البحثي في {لاجولا}، كاليفورنيا. بالنسبة إلى حاملي فيروس نقص المناعة البشري الذين ينتجون أجساماً مضادة نشيطة، تشمل هذه المنطقة الخاصة بالأجسام المضادة (اسمها HCDR3) نحو 30 حمضاً أمينياً وتكون أطول من الأحماض الاعتيادية بالنسبة إلى الأجسام المضادة البشرية بمرتين. لكنّ القياس الطويل لدى البشر يُعتبر قصيراً بالنسبة إلى الأبقار. هكذا نشأت فكرة تلقيح الأبقار. لما كانت الأخيرة تُصنّع طبيعياً مناطق أطول للأجسام المضادة، فربما تبدي ذلك التفاعل المنشود تجاه فيروس نقص المناعة البشري لهذا السبب، بحسب سميدر. مصل من دم منزوع الخلايا أخذ سميدر وزملاؤه مصلاً مصنوعاً من دم منزوع الخلايا وفيه أجسام مضادة واستخرجوه من أبقار ملقّحة واختبروه ضد أنواع مختلفة من فيروس نقص المناعة البشري في أنبوب مخبري. طورت الأبقار أجساماً مضادة نشيطة، ثم اختبر الباحثون أجساماً مضادة مأخوذة من إحدى الأبقار على عدد أكبر من أنواع الفيروسات. بعد مرور 381 يوماً، ساهمت تلك الأجسام المضادة في منع 96% من 117 نوعاً من فيروس نقص المناعة البشري المشتق من خلايا مصابة في طبق مخبري. عزل الباحثون أيضاً جسماً مضاداً من تلك البقرة كان يحمل سلسلة طويلة من نوع HCDR3 وفيها 60 حمضاً أمينياً وكبح العدوى التي يسببها 72% من أنواع فيروس نقص المناعة البشري. إذا تمكّن الباحثون من إنتاج أجسام مضادة فيها سلسلة طويلة من نوع HCDR3 لدى البشر، ربما تصبح هذه العملية مفتاح نجاح اللقاح، بحسب سميدر: {نحتاج إلى خطوة أخرى قبل التلقيح لتوسيع الأجسام المضادة النادرة}. لما كانت الأبقار تجيد تصنيع الأجسام المضادة النشيطة، فربما نتمكن من تحويل ذلك إلى أدوية لمعالجة فيروس نقص المناعة البشري إذا كانت أجسامها المضادة تستطيع أن تكبح الفيروس لدى حيوانات أخرى. * إيميه كانينغهام

مشاركة :