السلطات التونسية تتمكن من تحقيق نجاحات كبيرة وفتح أسواق جديدة وخاصة روسيا، كما استفادت من تراجع السفر إلى مصر وتركيا.العرب [نُشر في 2017/08/24، العدد: 10732، ص(11)]عودة البريطانيين بعد غياب مؤقت لندن - أعلنت شركة توماس كوك البريطانية، إحدى أكبر شركات الرحلات السياحية في العالم، أنها تعتزم استئناف تنظيم رحلات إلى تونس خلال أشهر بعد أكثر من سنتين على الاعتداء الذي طال أحد الفنادق في مدينة سوسة. وقالت كارول ماكينزي، مديرة قسم شؤون الزبائن في الشركة، في مدوّنة نشرت في وقت متأخر الثلاثاء إنه “في نهاية يوليو من هذه السنة غيّرت الحكومة البريطانية من تعليمات السفر إلى تونس، ما يعني أنه أصبح بإمكان السياح البريطانيين السفر إلى معظم أنحاء البلاد”. وأضافت “نتيجة لذلك وبسبب الاهتمام الذي يبديه الزبائن، نحن نستأنف رحلاتنا وبرنامجنا السياحي اعتبارا من الـ13 من فبراير السنة المقبلة”. ونقلت شركة توماس كوك أكثر من 200 ألف سائح بريطاني إلى تونس خلال العام 2014 في فصلي الصيف والشتاء.كارول ماكينزي: الاهتمام المتزايد من قبل السياح البريطانيين دفعنا لاستئناف السفر إلى تونس وعلقت المجموعة رحلاتها إلى تونس في يونيو 2015 بعدما قام مسلح بقتل 38 شخصا بينهم 30 سائحا بريطانيا في عملية إطلاق نار عشوائي في منتجع في سوسة بعد ثلاثة أشهر على قيام مسلحين بقتل 22 شخصا في متحف باردو في العاصمة، ما دفع لندن إلى إصدار تعميم يحذر رعاياها من السفر إلى تونس. ومنذ ذلك الحين، تكافح تونس لإنعاش قطاع السياحة الحيوي من جديد بعد أن سجل تراجعا حادا بسبب الهجومين. وخففت وزارة الخارجية الشهر الماضي من تحذيرها من السفر لافتة إلى أن “الحكومة التونسية قامت بتحسين الأمن في معظم المدن والمنتجعات السياحية”، لكنها لا تزال تنصح رعاياها بعدم السفر إلى جنوب تونس على الحدود مع ليبيا. وتمكنت السلطات التونسية من تحقيق نجاحات كبيرة وفتح أسواق جديدة وخاصة روسيا، كما استفادت من تراجع السفر إلى مصر وتركيا بسبب الهجمات التي وقعت في البلدين. وقال أليستير بورت، وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وقت سابق، إن “هذا التحديث يعكس أحدث تقديراتنا بأن الخطر الذي يواجه المواطنين البريطانيين في تونس تغيّر”. وأضاف أن ذلك “يرجع في جزء منه إلى التحسينات الأمنية التي أدخلتها السلطات وصناعة السياحة التونسية منذ الهجمات المأساوية في 2015 بدعم من بريطانيا وشركاء دوليين”. وتتوقع الحكومة التونسية نمو عدد السياح الأجانب بنحو 30 بالمئة في العام الحالي مقارنة مع العام الماضي، مدفوعا باستقرار الأوضاع الأمنية وارتفاع الحجوزات حتى نهاية العام الحالي. وتمثل صناعة السياحة نحو 8 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في تونس، لكن تعد من أهم القطاعات لأنها توفر أكبر نسبة من فرص العمل بعد القطاع الزراعي. وأظهرت بيانات وزارة السياحة هذا الأسبوع أن عائدات قطاع السياحة نمت بنسبة 19 بالمئة في الأشهر الثمانية الأولى هذا العام، مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، في أحدث مؤشر على تعافي القطاع الحيوي منذ عامين. وقالت وزيرة السياحة سلمى اللومي الثلاثاء إن “العائدات ارتفعت لتبلغ 1.5 مليار دينار (613 مليون دولار) منذ بداية العـام وحتى العـاشر من أغسطـس بمقـارنة سنوية”. وذكرت أن عدد السياح الأوروبيين زاد بنسبة 16 بالمئة على أساس سنوي بينما ارتفع عدد السياح الجزائريين 60 بالمئة. ومنذ بداية العام وحتى 10 أغسطس، زار البلاد نحو 4.58 مليون سائح أجنبي. وتأتي الأرقام لتؤكد توقعات مسؤولين تونسيين بانتعاش القطاع السياحي هذا العام، في ظل توقعات الحكومة بتعافي القطاع أكثر العام المقبل، وسعي السلطات إلى استقطاب سياح من وجهات جديدة مثل روسيا والصين.
مشاركة :