جيل جديد من المحتويات التفاعلية. لكن البداية ستكون بحلقتين خاصتين من مسلسلي الرسوم المتحركة “ذي أدفنتشرز أوف باس إن بوتس” و”بادي ثاندرستراك” بتقنية ستوب موشن، ليقرر المشاهد اختيار المغامرة التي يريد. ويُسأل المشاهد عند مراحل عدة للقصة عمّا ينبغي على الشخصية أن تفعل بعد ذلك ويمكنه الاختيار بين نهايات عدة محتملة بواسطة جهاز التحكم عن بعد أو أزرار تعمل باللمس. ويتوقع أن يعرض عبر نتفليكس العام المقبل أيضا، بنفس التقنية، مسلسل “ستريتش أرمسترونغ: ذي بريك آوت” المقتبس عن شخصية أفلام حركة أميركية في السبعينات. وقد أتيحت للقراء منذ الثمانينات الكثير من الخيارات في إطار ما يعرف بـ”كتب يكون القارئ بطلها”، حيث يمكن له أن يختار المغامرة التي يريد. واليوم تبدو الألعاب الإلكترونية التي يمكن في إطارها للاعب الاختيار باستمرار، متقنة الإنجاز مثلها مثل الأفلام ذات الميزانية الكبيرة. ويرى إريك تاونر، أحد مؤسسي أستوديو “ستوبيد بادي ستوديوز” المتخصص بتقنية إيقاف الحركة (ستوب موشن) وأحد مخرجي “بادي ثاندرستراك”، أن البرامج الموجهة للأطفال تشكل نقطة الانطلاق الطبيعية لاختبار رواية الأحداث التفاعلية لأن الأطفال غالبا ما يفضلون النقر على الشاشات ويلمسونها. وأضاف تاونر “يمكننا أن نقوم بأشياء تفوق الخيال مع التعمق في أمور أكثر تعقيدا”. وتتحدث نتفليكس في الوقت الحاضر عن مرحلة تجريبية فقط، إلا أن هذه الصيغة قد تتوسع لتتجاوز برامج الأطفال والشباب في حال تفاعل جزء كبير من مشتركي الخدمة البالغ عددهم 100 مليون شخص، بإيجابية.الخدمة قد تتجاوز برامج الأطفال والشباب في حال تفاعل مشتركو الخدمة البالغ عددهم 100 مليون شخص بإيجابية والهدف الأساسي هو إنتاج حلقة من المسلسل السياسي “هاوس أوف كاردز”، حيث يمكن للمشاهدين أن يقرروا إن كان الرئيس فرانك أندروود سيقصف كوريا الشمالية بسلاح نووي، أو حلقة من “ذي كراون” حيث يمكنهم أن يزيحوا الملكة إليزابيث الثانية عن العرش. وتقوم نتفليكس حاليا باختبار التقنية في عرض مغامرة قطط ترتدي الأحذية الذي يبثه الموقع للأطفال. وأثناء مشاهدة المستخدمين لحلقة تفاعلية من العرض، سيتم توفير عدة خيارات أمامهم بشأن اتجاه الرواية، حيث يمكن اختيار أحد هذه الخيارات باستخدام وحدة التحكم في جهاز العرض، إذ يؤدي الخيار إلى تحديد نهاية الحكاية. وسيكون في مقدور المشاهد اتخاذ القرارات أثناء العرض 13 مرة مما يؤدي إلى واحدة من نهايتين محتملتين. أما العرض الثاني وهو “بودي ثوندرستروك: ذا ماي بي بايل”، والذي سيتيح للمشاهدين سلسلة من السيناريوهات لبطولة كلب سباق الشاحنات ورفيقه دارنيل. وفي هذا العرض توجد 8 خيارات مختلفة تقود إلى واحدة من 4 نهايات محتملة. كما ينتظر أن تطور نتفليكس نسخة تفاعلية من العرض الثالث “ستريتش أرمسترونغ: ذا بريك أوت”. وفي هذا الإطار صرّحت كارلا إنجلبريخت مديرة ابتكار المنتجات في نتفليكس، بأن الحديث عن التجربة بدأ قبل مدة، والهدف هو “توسيع حدود رواية القصص والطريقة التي يتفاعل بها المستخدم معها”. وسيتم توفير المحتوى التفاعلي على بعض أجهزة التلفزيون الذكية إلى جانب أجهزة ألعاب الكمبيوتر والأجهزة الذكية التي تعمل بنظام التشغيل “آي.أو.إس”، بحسب ما ذكرت مجلة “ذا فيردج”. ولن يعمل هذا المحتوى حاليا مع برامج تصفح الإنترنت ولا تلفزيون أبل أو كروم كاست أو الأجهزة التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد. لكن بعض خبراء الاتصال لا يرون تحولا كبيرا في تقاليد المشاهدة التلفزيونية على المدى القريب. وصرح توني غونارسون، محلل شركة الاستشارات في مجال الاتصالات “أوفوم”، أن هذه الاختبارات التفاعلية لن تشكل تحولا كبيرا في التلفزيون سريعا. وأضاف “لا أظن أن نتفليكس ستوفر قصصا مختلفة لمسلسلات عديدة منذ الآن”. وحقق أول فيلم تفاعلي بالفعل بعنوان “لايت شيفت” (2006) من إنتاج الشركة السويسرية الناشئة “كترموفي”، نجاحا في مهرجانات السينما عبر العالم. ويصوت المشاهدون حول ما ينبغي على أبطال الفيلم القيام به مع التوصل إلى سبع نهايات مختلفة من خلال تطبيق للهواتف الذكية في حين يستمر عرض الفيلم لسبعين إلى تسعين دقيقة. ويرى غلين هاورد، المحلل لدى شركة “باركس اسوشييتس”، أنه من الممكن الجمع بين الأفلام التفاعلية وتكنولوجيا الواقع الافتراضي، إذ أن الشخص يكون في الأساس معزولا بواسطة خوذة، واعتبر أن “هذا النوع من المحتوى لم يتحقق على نطاق واسع حتى الآن”. ويبدو أن النمو الذي سجلته نتفليكس، أعطاها دفعة قوية باتجاه تنويع المضامين، إذ كشفت الشركة بداية العام الحالي عن أكبر نمو في عدد المشتركين تم تسجيله خلال ثلاثة أشهر، منذ إطلاق الخدمة قبل 10 سنوات.
مشاركة :