برازيليا - أكدت المدعية العامة السابقة لفنزويلا لويزا اروتيغا في برازيليا الأربعاء أنها تمتلك "الكثير من الأدلة" حول تورط الرئيس نيكولاس مادورو بالفساد مشيرة إلى أنها في خطر. وانتهزت اورتيغا التي وصلت الثلاثاء إلى برازيليا قادمة من كولومبيا حيث فرت بعد مغادرتها فنزويلا، فرصة مؤتمر حول مكافحة الجريمة يحضره المدعون العامون لدول منظمة السوق المشتركة لدول أميركا الجنوبية (ميركوسور)، لإدانة السلطات في بلدها. وقالت إن "ما يجري في فنزويلا هو موت القانون"، مؤكدة أن "استقرار المنطقة في خطر". وأضافت أن "فنزويلا تمر بأزمة خطيرة تمنع السكان من الحصول على الغذاء والصحة والأدوية الأساسية". ويواجه مادورو الذي انتخب في 2013، موجة احتجاجات منذ خمسة أشهر تطالب برحيله وأسفرت عن سقوط 125 قتيلا، وسط أزمة اقتصادية خانقة. وفرت اورتيغا التي كانت تنتمي إلى تيار تشافيز ثم انشقت عنه وطردت من منصبها من قبل السلطة الاشتراكية، الجمعة الماضي من فنزويلا حيث تعتبر نفسها ضحية "اضطهاد سياسي". وقالت الأربعاء "تلقيت تهديدات لحياتي وسأحمل الحكومة الفنزويلية المسؤولية إذا حصل أي شيء". وأكدت اورتيغا أنها تمتلك "الكثير من الأدلة التي تتعلق عمليا بفضيحة اوديبريشت وتتهم الكثير من المسؤولين الفنزويليين بدءا برئيس الجمهورية" نيكولاس مادورو. وتشكل مجموعة الأشغال العامة البرازيلية اوديبريشت إحدى اكبر شركات البناء في أميركا اللاتينية، محور فضيحة فساد هزت كل القارة وتتركز على مجموعة تلاعبت بصفقات العقود الثانوية للشركة النفطية البرازيلية بتروبراس، ووزعت رشاوى على السياسيين. في حالة اوديبريشت، اكتشفنا أنهم دفعوا مئة مليار دولار إلى ديوسدادو كابيلو عبر شركة اسبانية يملكها أقرباؤه". وكابيلو الذي كان رئيسا للجمعية الوطنية أصبح حاليا نائبا للرئيس مادورو. وأوضحت اورتيغا أن "الدولة الفنزويلية دفعت 300 مليار دولار من الأموال العامة لورشات مشلولة حاليا. لدينا كل العناصر التي تتهم" مادورو والمحيطين به. دعم المنطقة شاركت "ادويبريشت" في فنزويلا خصوصا بأشغال في مطار كراكاس وتلفريك ومحطة مائية وجسر على بحيرة ماراكايبو. وقالت اورتيغا أن نحو عشر من هذه الورشات متوقفة حاليا. وأضافت المعارضة أنها ستسلم المعلومات التي تملكها إلى "سلطات مختلف الدول، الولايات المتحدة وكولومبيا واسبانيا وكذلك البرازيل" لتقوم "بإجراء تحقيقاتها الخاصة". في كراكاس نفى خليفة اورتيغا، طارق وليام صعب في مؤتمر صحافي اتهامات اورتيغا. وقال إن "كل ما يمكن أن تقوله مدعية عامة سابقة لم تطلق أي تحرك ضد أي من الشخصيات التي تتحدث عنها خلال حوالي عشر سنوات ليس صالحا إطلاقا". وأضاف إن "هذا الأمر لا قيمة قانونية له"، معتبرا هذه الاتهامات "دعاية للتشهير". ونفى ديوسدادو كابيول شخصيا الاتهامات الموجهة إليه. وقال في برنامجه التلفزيوني الأسبوعي "إنها أكاذيب إنها معلومات مختلقة. وأضاف "قلت مليون مرة إذا كان لديكم أمر ما ضدي فاجروا تحقيقا". وقال المدعي العام للبرازيل انه دعا شخصيا اورتيغا إلى اجتماع برازيليا حيث تلقت تأييدا غير مشروط من نظرائها. وقال مدعي عام باراغواي خافيير دياز بيرون "نعترف بك المدعية العامة لفنزويلا. يمكنك الاعتماد على كل أجهزة النيابة في المنطقة". وأعلن الرئيس نيكولاس مادورو الثلاثاء أن كراكاس ستطلق عن طريق الشرطة الدولية (انتربول) مذكرة توقيف دولية ضد اورتيغا وزوجها جيرمان فيرير النائب التشافي الذي انتقل إلى المعارضة. وقالت اورتيغا التي دانت التطرف المتصاعد للحكومة الفنزويلية في الأشهر الأخيرة، أنها ستمضي "بضعة أيام" في البرازيل قبل أن تعود إلى كولومبيا. وأكدت المدعية العامة السابقة "سأواصل الكفاح والتنقل في العالم لإدانة ما يحدث في فنزويلا وانتهاكات حقوق الإنسان". وأخيرا وفي ميامي بولاية فلوريدا الأميركية، صرح نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الأربعاء أن الولايات المتحدة لن تسمح "بانهيار فنزويلا"، معتبرا أن تطورا من هذا النوع من شأنه أن يهدد الدول الأخرى في المنطقة. وقال بنس في كلمة أمام نحو 600 شخص في كنيسة كاثوليكية في دورال حيث يعيش عدد كبير من الفنزويليين في ميامي (فلوريدا) إن "انهيار فنزويلا سيعرض للخطر كل الذين يعتبرون نصف الكرة الغربي وطنهم".
مشاركة :