الاعتداءات الإرهابية التي هزت اسبانيا، فنلندا، وبلجيكا وفرنسا وألمانيا تؤكد استهداف الجماعات الإرهابية لأوروبا وتكشف توسع النطاق الجغرافي الذي تنشط فيه خلايا العناصر المتطرفة وتخطط ضمنه هجماتها، فاعتداءات برشلونة التي قضى فيها العشرات، كان يراد لها أن تخلف عدداً أكبر من الضحايا، بحسب اعتراف أحد أعضاء الخلية الإرهابية. ولكن رغم ذلك تشير الأرقام على تراجع وتيرة الاعتداءات مقارنة مع العام 2015. فقد أشارت تقارير إعلامية إلى أنّ العالم شهد خلال العام 2016 حوالى 13400 عملا إرهابيا، ما يمثل تراجعا بنسبة 9 في المائة بالمقارنة مع بالهجمات التي شهدها العالم خلال العام 2015، وبحصيلة بلغت أكثر من 34 ألف قتيل، حسب الأرقام التي نشرها باحثون في مركز الاتحاد الوطني لدراسة الإرهاب والتصدي له “ستارت” التابع لجامعة ميريلاند بالولايات المتحدة الأمريكية. في العام 2016 تراجع عدد ضحايا الاعتداءات الإرهابية بنسبة 10 في المائة مقارنة بعام 2015 بينما تجاوز عدد القتلى في صفوف منفذي الاعتداءات 11600 حسب الدراسة السنوية التي أشرف عليها الاتحاد الوطني لدراسة الإرهاب والتصدي. وحسب الدراسة دائما فقد شهد 108 من بلدان العالم اعتداءات إرهابية في 2016، وتركزت نسبة 87 في المائة من تلك الاعتداءات في دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا ومنطقة جنوب الصحراء الافريقية وجنوب آسيا، في حين بلغت نسبة الضحايا في تلك المناطق 97 في المائة. وتم تصنيف 10 من أصل 11 هجوما إرهابيا شهدته منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في فئة “الهجمات الأكثر دموية“، بينها 9 هجمات إرهابية في العراق حيث سجل أكبر عدد للضحايا في صيف 2016 عندما فجر انتحاري سيارته المفخخة في مركز تجاري في حي الكرادة، وهو الهجوم الذي أوقع أكثر من 380 قتيلا. وشهدت أوربا وخاصة دول القسم الغربي من القارة العجوز 2 في المائة من الاعتداءات الإرهابية في 2016، ووصلت نسبة القتلى 1 في المائة أي بتراجع بنسبة 20 في المائة مقارنة بالعام 2015. وأكدت الدراسة أنّ الهجمات الإرهابية التي شهدها العالم في 2016 استخدمت فيها السيارات كوسيلة لتنفيذ الاعتداءات إما عن طريق التفخيخ مثلما يحدث في افريقيا والشرق الأوسط أو عن طريق الدهس وهو ما حدث في أوربا وأسفر عن ارتفاع نسبة أعداد القتلى وخير دليل على هذا التكتيك الهجوم الذي شهدته مدينة نيس جنوب فرنسا بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني في صيف 2016.
مشاركة :