تولى أحمد ماهر باشا رئاسة وزراء مصر لفترتين، الأولى من 8 أكتوبر 1944 حتى 15 يناير 1945، والثانية من 15 يناير 1945 حتى 24 فبراير 1945، كما كان عضواً في حزب الدستوريين السعديين، وقد عينه الملك فاروق رئيساً للوزراء إثر إقالته مصطفى النحاس باشا. في 24 فبراير 1945، وبحسب ما جاء في موقع egypthistory، عقد البرلمان المصري جلسته الشهيرة لتقرير إعلان الحرب على المحور والوقوف بجانب الحلفاء وإنضمام مصر للأمم المتحدة، ومع إرتفاع حدة المعارضة بين مؤيد للمحور ومساند للحلفاء أضطر أحمد ماهر إلى عقد جلسة سرية مع مجلس النواب شرح لهم فيها المكاسب التى ستحصل عليها مصر في حال الإعلان الرسمى للحرب ضد المحور ودعم الحلفاء، وأخيرا اقتنع مجلس النواب بما أوضحه أحمد ماهر لهم من بيانات وحجج وأسانيد، وأستطاع ان يحصل على تأييد شبه جماعي لإعلان الحرب على المحور. وبعد الحصول على الموافقة الرسمية للبرلمان قرر ماهر التوجه مباشرة إلى مجلس الشيوخ لطرح حجته عليهم (يذكر أن المسافة بين البرلمان ومجلس الشيوخ قريبة جداً)، وأثناء مروره بالبهو الفرعوني قام شاب يدعى محمود العيسوي بإطلاق النار عليه وقتله في الحال. بعدها بـ 3أعوام كشفت مجلة «الاثنين والدنيا» بتاريخ 27 أغسطس عام 1948، مقالاً تحت عنوان: «نبوءة غريبة للمغفور له أحمد ماهر باشا» وجاء متن التقرير كما يلى: «حدث أن نشرت (الإثنين) فى صفحة 22 من العدد رقم 401 الصادر بتاريخ 16 فبراير سنة 1942، مقالاً للأستاذ كامل الشناوى بعنوان: (هؤلاء قالوا لي) سرد فيه ما سمعه من بعض العظماء، وقد جاء فيه بعنوان (لن أموت نائمًا) ما ننقله بحروفه فيما يلي: (زرت صاحب السعادة الدكتور أحمد ماهر باشا فى داره، وجلس سعادته يقص على زائريه تفاصيل الموقف السياسى.. وسألته عما إذا كان فى نيته الاشتراك فى الانتخابات، فقال أنه متحمس لذلك مهما تكن العواقب». يضيف متن التقرير: «قال أحد الزائرين: (إن صحتك قد لا تمكنك من خوض المعركة)، فقال ماهر باشا: (أنا أعلم سلفًا ما ينتظرني من صعاب وعقبات.. ولكنى خلقت لأكفح، وأنى لن أموت نائمًا، بل أموت وأنا واقف على قدمى!)». هذا ما نشرته الإثنين فى فبراير 1942، أي قبل اغتيال أحمد ماهر باشا بـ 3 سنوات بالضبط، وكأنما كان ينفذ ببصيرته إلى غياهب المستقبل، ويقرأ ما سطره له المقدور.
مشاركة :