خلية إسبانيا الإرهابية تحاشت الجوال والإنترنت تجنباً للشرطة

  • 8/24/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يقول الخبراء إن الخلية الإرهابية التي نفذت اعتداءي إسبانيا الأسبوع الماضي تشكلت حول «معلّم» وكانت مقطوعة تماما عن الإنترنت لتجنب الوقوع في قبضة شرطة مكافحة الإرهاب.ونجح أفراد الخلية في تجنب لفت انتباه السلطات إلى حد كبير؛ فالانفجار القوي الذي وقع في منزل كانوا يعدون فيه قنابل في ألكانار، وحيث اكتشفت الشرطة في وقت لاحق كميات هائلة من المواد التي تدخل في صنع متفجرات، لم يتضح في بادئ الأمر أنه من فعل متطرفين. ولم يتوصل المحققون إلى الربط بينه وبين المنفذين إلا بعد عمليتي الدهس في برشلونة وكامبرليس الساحلية المجاورة.ويؤكد الخبراء أن السبب الرئيسي لذلك هو أسلوب تشكيل وطريقة عمل المجموعة.ويقول آلان رودييه المسؤول السابق في الاستخبارات الفرنسية، إن في قلب كل مجموعة متشددة يتم تشكيلها «شخصا محوريا يجمع الكل حوله، يقدم الإجابات التي تنسجم مع فكر الشبان الذين ربما يشعرون بالضياع ويفتقدون الإحساس بالانتماء. والشخص المحوري في تلك الخلية كان الإمام المغربي عبد الباقي الساتي، الذي قتل في الانفجار العرضي في ألكانار».والأرجح أن الساتي عاش بشخصيتين مختلفتين بين أهالي بلدة ريبول الصغيرة حيث كان يقيم هو والكثير من المشتبه بهم، بحسب ألبرتو بوينو من «المرصد الدولي للدراسات حول الإرهاب».ويضيف بوينو، وهو أيضا باحث في جامعة غرانادا بجنوب إسبانيا، أن الساتي «كان يظهر وجها عندما يؤم المصلين في ريبول، ووجها آخر عند تجنيد الشباب وتشريبهم الفكر المتطرف».وما يزيد من ترابط المجموعة، حقيقة إن الكثير من أعضائها إخوة، بحسب بوينو الذي يشير إلى أن بين المشتبه بهم الاثني عشر، أربع مجموعات تضم إخوة من أربع عائلات.ويقول إيف تروتينيون، العضو السابق في جهاز مكافحة الإرهاب في فرنسا إن المجموعات التي تضم أقارب، شوهدت أيضا بين منفذي اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 في نيويورك، وتفجيرات قطارات مدريد في 2004.وقال رودييه، الضابط السابق لدى الاستخبارات الفرنسية، إن الخبراء الإسبان كانوا يدركون تماما بأن المجموعات التي تضم أفرادا من عائلة واحدة تكون متراصة «لأنك لن تخون شقيقك».وأضاف أن الروابط الأسرية تسهل أيضا عملية غرس العقيدة، مؤكدا أن «هذا النموذج الكلاسيكي من الأشخاص الذين يعرفون بعضهم بعضا ويلتفون حول معلّم يرافق تطور الخلية، يعود إلى ما بين 15 و20 سنة».ويشير رودييه إلى أنه في الوقت الذي أمضى المهاجمون شهوراً يحضرون للاعتداءين، فإن جنوحهم نحو التطرف بدأ على الأرجح قبل وقت طويل.ويقول ألبرتو بوينو إن المجموعة تحاشت شبكات التوصل الاجتماعي على الإنترنت ولم تستخدم الهواتف الجوالة، في وقت كانت شرطة مكافحة الإرهاب تمشط الإنترنت بحثا عن بوادر تشدد بين مستخدمي الشبكة.

مشاركة :