يصل الوفد الأميركي برئاسة المستشار الخاص للرئيس الأميركي جاريد كوشنير، إلى رام الله اليوم حيث يعقد لقاء مع الرئيس محمود عباس، وسط توقعات غير متفائلة. وكان الوفد قدم من عمان حيث التقى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الذي هاتف عباس عقب اللقاء، في إطار التنسيق المستمر بين الجانبين، وبحث معه في جهود تحريك عملية السلام استناداً إلى حل الدولتين. وفي رام الله، قال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» الدكتور جمال محيسن إن الوفد يتبنى بالكامل الموقف الإسرائيلي، مضيفاً أمس في مقابلة مع إذاعة «صوت فلسطين»: «ما لم يتم الحديث عن وقف الاستيطان، وعن إنهاء الاحتلال ضمن سقف زمني، فإن ما يحدث ليس سوى شراء الوقت». وتابع: «نخشى أن المسعى الأميركي الراهن يهدف إلى محاولة تعزيز علاقة إسرائيل مع الإقليم وليس حل القضية الفلسطينية». وهاجم الفريق الأميركي، واصفاً إياه بأنه «صهيوني وعنصري». وقام موفدون أميركيون بعشرين زيارة سابقة للمنطقة، لكن من دون إعلان خطتهم لإعادة إحياء العملية السياسية. وقال مسؤولون فلسطينيون إن الفريق الأميركي يحمل المواقف الإسرائيلية التي تحاول نقل العملية السياسية من إنهاء الاحتلال والاستيطان، إلى ما يسمى «التحريض» في الإعلام وفي المناهج التعليمية وفي رواتب أسر الأسرى والشهداء. ويشترط عباس لعودة المفاوضات تحديد مرجعية لهذه المفاوضات تتمثل في حل الدولتين، وهو ما يرفضه الجانب الأميركي. وقال مسؤول فلسطيني لـ «الحياة»: «يقول الأميركيون في الغرف المغلقة إنهم يؤيدون حل الدولتين، لكن عندما نطلب منهم الإعلان عن ذلك، يرفضون قائلين: نفضل أن نترك الأمر للجانبين ليقررا ماذا يريدان أثناء المفاوضات». ويشير العديد من الديبلوماسيين الغربيين إلى أن الجانب الأميركي يميل إلى وجهة النظر الإسرائيلية القائلة بإمكان التوصل إلى اتفاق للحكم الذاتي الموسع مع الجانب الفلسطيني بدلاً من الدولة المستقلة. وقال ديبلوماسي غربي لـ «الحياة»: «نجح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بإقناع إدارة الرئيس دونالد ترامب بأن الدولة الفلسطينية المستقلة ستشكل تهديداً دائماً لإسرائيل، كما يفعل قطاع غزة، وأن المخرج من ذلك يكمن في بقاء السيطرة على الحدود وفي السماء للجيش الإسرائيلي». وأضاف: «يقول الإسرائيليون في اللقاءات الخاصة مع الأميركيين إن الدولة الفلسطينية، في حال إقامتها، ستقع تحت سيطرة الجماعات الإسلامية... ومثل هذه الأفكار والمخاوف يلقى آذاناً صاغية لدى إدارة ترامب». الوفد في عمان وكان الوفد الأميركي وصل إلى إسرائيل قادماً من عمان حيث بحث مع العاهل الأردني مساء أول من أمس في آليات تحريك مفاوضات السلام. وأفاد بيان للديوان الملكي الأردني بأن اللقاء تناول «الجهود الهادفة إلى تحريك عملية السلام، ومساعي إعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين استناداً إلى حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الصراع». وكان العاهل الأردني والرئيس رجب طيب أردوغان وجها دعوة الاثنين من عمان إلى إطلاق مفاوضات سلام جديدة «جادة وفاعلة» بين إسرائيل والفلسطينيين تتم وفق «جدول زمني واضح». كما حذر الملك عبدالله مطلع الشهر من أن مستقبل القضية الفلسطينية «على المحك»، وأن الوصول إلى حل سلمي للنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين «يزداد صعوبة».
مشاركة :