أعربت حركة حماس، أمس، عن أسفها للتصريحات التي أدلى بها وزير الاستثمار السوداني مبارك الفاضل المهدي ضد الفلسطينيين، ووصفتها بالتحريضية والعنصرية، التي تمس بالشعب الفلسطيني، وتهاجم المقاومة.وعدت الحركة، في بيان لها أمس، تصريحات المهدي «غريبة عن قيم ومبادئ وأصالة الشعب السوداني المحب لفلسطين والداعم للمقاومة». وقال بيان الحركة إن هذه التصريحات «مستهجنة من سليل عائلة المهدي المجاهدة، وخارجة عن أعراف أمتنا العربية والإسلامية التي تمثل العمق الاستراتيجي لشعبنا ولقضيتنا العادلة».كان المهدي قد قال، في حديث له في صالون برنامج «حال البلد» في قناة «سودانية 24»، نشرته «الشرق الأوسط» أمس، إنه لا يرى مانعاً من التطبيع مع إسرائيل، وإن القضية الفلسطينية «أخرت العالم العربي جداً»، وإنه «لا مشكلة في التطبيع، والفلسطينيون طبعوا مع إسرائيل... حتى حركة حماس»، على حد قوله، مشيراً إلى أن التعامل مع القضية الفلسطينية «يجري بالعاطفة».في السياق عينه، أدانت حركة الجهاد الإسلامي تصريحات الوزير السوداني، وطالبت القوى السودانية والشعب السوداني برفض تصريحاته، والتصدي لما عدته «محاولات (من شأنها أن) تحرف وجهة الموقف السوداني الرسمي والشعبي الداعم للحق الفلسطيني، والمساند لمقاومة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال»، فيما دعت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، التي أدانت تلك التصريحات أيضاً، الحكومة السودانية إلى إقصاء الوزير من منصبه، بعد أن أبدى انحيازاً كاملاً للاحتلال، مضيفةً: «إنه أبدى إجحافاً واضحاً بحقوق ونضالات شعبنا وتضحياته الجسام، التي جسد فيها أشقاء سودانيون بدمائهم عمق انتمائهم القومي، ووعيهم لدور ووظيفة الكيان الصهيوني، الذي لا تتوقف أطماعه على فلسطين فحسب، وإنما على كامل الوطن العربي، بما فيه السودان».في المقابل، رحبت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية بتصريحات المهدي، ووصفتها بأنها «غير عادية» بالنسبة لوزير كبير في الحكومة السودانية «التي لا تعترف بإسرائيل، ولا تقيم علاقات دبلوماسية معها».يذكر أن علاقة حماس مع الخرطوم ظلت جيدة لسنوات طويلة، قبل أن تتراجع تحت ضغوط جهات سياسية في البلاد، عبرت عن مخاوفها من أن تتحول العلاقة إلى ذريعة لمهاجمة السودان، بعد اتهامات إسرائيلية للخرطوم بالسماح لحماس بفتح مصانع أسلحة على أراضيها وتطويرها، ومن ثم تهريبها إلى غزة. وبالفعل، نفذت إسرائيل هجمات عدة ضد أهداف داخل السودان، كان آخرها إطلاق مروحية صواريخ عام 2014 على مصنع قيل إنه لتصنيع أسلحة لصالح حماس.
مشاركة :