«القيم والآداب العامة أولاً» - مقالات

  • 8/24/2017
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

احترام الرموز الاجتماعية والسياسية، امر جٌبلنا عليه في محيطنا الخليجي منذ نشأتنا. وما نشاهده ونتابعه في مواقع التواصل من انحدار في الطرح وإساءات لشخصيات سياسية لها مكانتها المرموقة، دلالة على خطورة ما وصلت به الأخلاق من تدنٍ لا يطاق، وبشكل علني يفتقد للحياء العام، بتزايد نزعة الكراهية التي تعتبر وباء العصر الفتاك... كل ذلك نتيجة لسلوكيات تنامت مع ضعف الرقابة المجتمعية والتي تمر بأسوأ حالاتها وأنهكتها الحداثة الرقمية المغلفة بطابع مواكبة العصر والتقدم الشكلي الخالي من المضمون. لذا نجد أنفسنا في منتصف معركة لم تعد فيها محاذير لشرف الخصومة التي كانت محددة في سالف الزمان، ولذلك فإننا بحاجة ماسة وضرورية لإنقاذ ما تبقى من مبادئنا التي هي في طريقها للاندثار. كما لا يجب منح المبتذلين حجماً اكبر عندما ينشرون البذاءة والاساءة لأي مكون اجتماعي او سياسي، بل علينا ان نشرع القوانين الرادعة والمغلظة ليكونوا عبرة لمقلديهم، قبل ان يتزايد هؤلاء الذين لا يراعون حرمة لميت او دين، حيث نطالع بين فترة واُخرى تبادل العبارات التي تقلل من مكانة رموز لدول خليجية، وهذا فعل لم نعهده في السابق ولا نقبله من هؤلاء المتحللين من القيم والأخلاق القويمة، فنحن مجتمع عربي اصيل جبل على احترام الكبار والتآخي مع الصغار. إن الجهات المعنية في التربية والاوقاف ووسائل الاعلام الخاصة والعامة، مطالبة في هذا الوقت الدي يمر فيه المجتمع الخليجي بمرحلة تحول سريعة، بأن تعمل على تكريس القيم وبشكل غير تقليدي، فالزمان لم يعد زمان الاباء، وشباب اليوم يصعب على الوسائل النمطية السيطرة على عقولهم، لذا يجب تكثيف الجرعات التوعوية التي تزينها القيم الاسلامية والمبادئ السامية، وهذا هو السبيل الى خلق واقع مغاير ولو بقدر معين لما نشاهده من إسفاف. الدول تبنى بسواعد ابنائها المسلحين بالعلم والنضج الفكري والثقافة وتقبل الآخر وحفظ الود ونبذ الأفكار الملوثة... ولبني مُغرد اقول: الآداب العامة فوق كل غاية. لا تنتهك حرمات الآخرين ولا تسئ لهم، وانتقِ ما تكتب أصابعك قبل ان تنزلق في الهاوية. Mubarakalajmi120@gmail.com

مشاركة :