فاطمة سلمان في بادرة تنم عن مدى تكاتف الشعب البحريني وخاصة الفنانين منهم مع أشقائهم في الكويت، رثاءً على عملاق الفن والكوميديا الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا، فقد أقامت جمعية «بصمة خير» فعالية تأبين فنان العرب وعملاق الفن الخليج، وذلك بالتعاون مع نادي مدينة عيسى الثقافي والرياضي وحساب @old-isa-town.والفعالية كانت موجهة للجميع من محبي هذا الفنان الراحل، وقد لبى الدعوة لفيف من الفنانين البحرينيين وعدد آخر من الرياضيين والمحامين والمثقفين ونخبة أخرى من المجتمع، وأشادوا بمستوى الفعالية الذي يعكس مدى حرص المملكة على عزاء الفنان عملاق الكوميديا الذي خسره الفن الخليجي والعربي مؤخرًا بالعاصمة البريطانية لندن بعد صراع مع المرض.ووجه المشاركون عددًا من كلمات العزاء والرثاء في حق الفنان، وأشادوا بمستوى الفن الذي قدمه، كما أشادوا بشخصيته كإنسان ذي كرم وعطاء وتواضع كبير.فمن جانبه، أكد الفنان سعد الجزاف على العلاقة القوية والطويلة التي كانت تربطه بالفنان المضياف دائمًا له عند تواجده في دولة الكويت الشقيقة الذي يرحب به دائمًا بحفاوة وكرم لا مثيل لهما.ويأسف الجزاف أنه لم يلتقِ مع الفنان في عمل مشترك رغم النية في التعاون دائمًا إلا أن القدر لم يسعفه لنيل شرف العمل مع عملاق الفن، موضحًا أن الفن الخليجي والعربي اليوم بوفاة الفنان عبدالحسين عبدالرضا قد خسر الكثير ليس من ناحية مستوى أدائه وعطائه، وإنما كشخصية إنسانية عظيمة تتسم بالطيبة والتواضع وحب العمل وقدرته على خلق علاقات طيبة مع الجميع.صديق العمر وختم حديثه بأسى شديد بأنه اليوم خسر صديق العمر الصديق الذي لم يترك سوى صداه الجميل بين أوساط الفنانين، تاركًا فنه للأجيال القادمة فكما تعلمنا جميعًا منه جاء اليوم الذي نعلم أبناءنا مدى فن هذا الانسان الذي استطاع ان يدخل قلوبنا قبل بيوتنا، واستطاع إضحاكنا ونحن في أوج حزننا.ويواصل: لا أستطيع إلا أن أقول رحمك الله يا أبا عدنان «قدمت للفن ما لم يستطع أحد ان يقدم ولم يمنعك المرض من مواصلة درب العطاء والتمثيل والابتسامة وروح الدعابة والفكاهة لا تفارق محياك أبدًا، تعلمنا منك البسمة هي مفتاح القلوب دائمًا».وتوافقه في الرأي الفنانة نورة البلوشي الذي بدت على محياها علامات الحزن والصدمة فقالت: تلقيت خبر وفاة الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا وأنا في دولة الامارات ولم أصدق ما سمعت رغم إذاعة الخبر في تلفزيون الكويت إلا أنني لا زلت أنكر وفاة الفنان ولم أستوعبها بعد.علمنا الكثير وتضيف هاتفت حفيدة الفنان وقدمت لها العزاء وذويها، وأرجو أن يلهمهم الله الصبر والسلوان في فقيدهم الغالي عميد الفن الشخصية التي لا تعوض اطلاقًا، فقد تربينا على مسلسلاته الرائعة، ومنها مسلسل «درب الزلق» والذي علمنا منه الكثير.وتشير البلوشي إلى أنها تمنت أن تلتقي مع الفنان في عمل مشترك إلا أنه لم يحالفها الحظ، ولم تنلْ شرف العمل مع عملاق الكوميديا الخليجية والعربية، إلا أنها تجد نفسها محظوظة من جانب،فقد تعلمت من الفنان عبدالحسين عبدالرضا التواضع والشعبية وعدم التكبر مع الآخرين من فنانين وجماهير.وتجد البلوشي ان أعمال الفنان الراحل دائمًا هادفة، ودائمًا ما يقدم رسالة سامية من دون إسفاف وهو بسيط التعامل يدخل القلب بسرعة، منوهة بقولها: عبدالحسين عبدالرضا يتمتع بوطنية عالية، فدائمًا ما ينادي بحب الوطن رحمه الله وعظم الله الأجر لأهل الكويت جميعًا ولكل محبيه في الخليج والوطن العربي.مدرسة متكاملة وتشكر سارا الفنانة المسرحية الشابة الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا على هذا الإرث الفني الذي تركه لأجيال الفنانين الشباب من مسرحيات وأعمال لازالت راسخة بقوة أدائه واتزانه الفني فهو بمثابة مدرسة فنية متكاملة ننهل منها ونتعلم منه المزيد.وتواصل قائلة: لا يسعني إلا أن أقول بأنك ستظل في قلوبنا وستظل المرجع الفني الذي نعود له دائمًا في أعمالنا، منوهة ان هذا المجلس التأبيني هو جزء يسير من رد الجميل الذي قدمته لنا بلا مقابل وجزء من الابتسامة التي أدخلتها الى بيوتنا «رحمك الله» عزائي أقدمه لك ولأسرتك الكريمة ولجميع الفنانين في الكويت.الفنان التشكيلي جمعة هلال الذي تقدم بلوحة فنية خلال المجلس التأبيني كهدية بسيطة تقدم في حق هذا الفنان العظيم قائلًا: عكفت على رسم الفنان وتقديم هذه اللوحة الفنية له في هذا المجلس التأبيني كجزء يسير من الشكر الجزيل لما قدمه ولما ألهمنا جميعًا، فقد علمنا السلام والوئام ونبذ الطائفية وكانت أعماله دائمًا رسالة وطنية ورسالة حب وتفاؤل بغدٍ أفضل.الفنان «المحترف»ويصف الفنان عبدالحسين عبدالرضا بأنه «المحترف» بفنه في نقل البسمة الى جميع البيوت وحتى بعد رحيله كان قادرًا على إعادة اللحمة الخليجية والعربية، فقد جمع حوله محبيه من جميع الدول، وهذا ينم عن شخصية غير عادية، انما شخص استطاع بتواضعه وحبه للجميع أن يغزو قلوبنا قبل عقولنا.