أبوظبي – علق وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في سلسلة تغريدات على تويتر على قرار الدوحة اعادة سفيرها لطهران معتبرا أن قطر تعمق أزمتها وتحرق الجسور بعد أن كشفت عن توجهات مضمرة في اليمن وفي إيران. وقال قرقاش "أزمة قطر تدار بمراهقة لا نظير لها وعودة السفير إلى طهران يحرج الدوحة ويكشف تقيتها السياسية ويكشفها أمام التيار الحزبي المتأسلم الذي تبنته". وكانت الخارجية القطرية قد استدعت في يناير/كانون الثاني 2016 سفيرها في إيران على خلفية الهجمات على السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد قبل أشهر من اندلاع الأزمة الحالية بين قطر من جهة والسعودية ودول عربية من جهة أخرى. وأشار الوزير الاماراتي إلى أن الدوحة بممارساتها الأخيرة ومكابرتها تقوض كل ما تبقى للوسيط الكويتي من فرص لحل الأزمة، مشيرا إلى أن التعاطي القطري مع هذه الورطة هدر للسيادة وهروب إلى الأمام وحرق للجسور. ورأى أن ادارة قطر للأزمة "غابت عنها تماما الحكمة التي تمنيناها" وأنها تعاطت بشكل زاد في تعميق أزمتها. وأوضح أن "العودة للتبادل التجاري الإماراتي مع إيران لتبرير عودة السفير القطري يتجاهل أن المصالح الإيرانية الأساسية في الخليج هي في حقول الغاز مع قطر". ورأى الوزير الإماراتي أن "إدارة قطر لأزمتها تميزت بالتخبط وسوء التدبير وغلب عليها التكتيك والبحث عن المكسب الإعلامي وغاب عنها البعد الاستراتيجي ومصلحة قطر وشعبها". وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطعت في الخامس من يونيو/حزيران علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع قطر بسبب تورطها في دعم الإرهاب وأيضا لتقاربها سرا مع إيران المتورطة بدورها في دعم الإرهاب والعمل على زعزعة استقرار المنطقة. لكن الدوحة اختارت الاصطفاف سرا وعلانية مع طهران التي تشكل خطرا على أمن واستقرار دول الخليج، وتآمرت على أمن جيرانها داخليا وخارجيا بما لم يترك للدول التي أعلنت مقاطعتها للدوحة خيارا آخر غير خيار المقاطعة لدفعها للتراجع عن سياستها التخريبية. وقال قرقاش "القرار السيادي يجب ألا يكون خجولا مرتبكا، لكنها المكابرة والمراهقة الذي تجعله كذلك. حين يكون الإعلام أداتك الوحيدة يصبح التبرير ضجيجا غير مقنع". واعتبر أن "القرار القطري بإعادة السفير إلى طهران تصاحبه حملة تبرير واسعة ومرتبكة وهذا هو حال الاستدارة الذي تمارسه الدوحة في موقفها تجاه اليمن وإيران". وأكد أن إدارة قطر لأزمتها كان يجب أن يوازن بين طموح الدوحة وواقعها وموقعها الجغرافي كدولة خليجية ونظامها الوراثي، لكن هذه الأساسيات غابت تماما في المأزق الحالي. واعتبر وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية أنه كان أولى بقطر أن تتعامل بجدية مع مشاغل محيطها في معالجة أزمتها لكنها اختارت مفاقمة مأزقها بالتصريح عن توجهات كانت تضمرها سواء في اليمن أو إيران. وقال إن أزمة قطر كانت "محنة متوقعة هبت على الخليج" وأن "حتميتها كانت واضحة و إن اختلف تقدير التوقيت". ولاحظ أن توجهات وتعاطي قطر وسوء تدبيرها يطيل أمد الأزمة ويزيد من تعميقها. ورأى أنه في خضم "البحث عن أية إيجابية في هذه النكبة المعرّفة بأزمة قطر لا نجد في الركام إلا الوضوح، فالنوايا أصبحت تصريحات واضحة وسياسات موجهة جامحة".
مشاركة :