أنقرة - نقل عن رئيس وزراء تركيا بن علي يلدريم قوله الجمعة إن أي دعم إضافي تقدمه الولايات المتحدة لمقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية سيسبب مشكلات لتركيا. وقال يلديريم للصحفيين على متن الطائرة لدى عودته من فيتنام إن تركيا تتعاون مع روسيا وإيران في سوريا وليس هناك ما يدعو إلى أن تقف الولايات المتحدة وتركيا على طرفي النقيض. ونقل تلفزيون (إن.تي.في) عن يلدريم قوله "نحن نتحدث عن بلدين عضوين في حلف شمال الأطلسي ويجب ألا يكون هناك ما يدعو لوجود (مشكلات). بالطبع إذا ظهر منهم موقف غير ما أبلغونا به بشأن مسألة وحدات حماية الشعب ستكون هناك مشكلة". وتوترت العلاقات بين أنقرة وواشنطن بسبب خلافاتهما بشأن سوريا حيث تسلح الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب الكردية لقتال تنظيم الدولة الإسلامية. وتعتبر تركيا الوحدات امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يخوض تمردا ضد الدولة التركية مستمرا ثلاثة عقود. كما أثارت عملية تدعمها واشنطن لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من معقله في مدينة الرقة السورية مخاوف أمنية لدى تركيا. وتخشى أنقرة من أن وحدات حماية الشعب ستغير التركيبة السكانية للرقة وحذرت مرارا من أنها سترد إن هي واجهت أي تهديد عبر الحدود. وذكر يلدريم أن تركيا لا تعتزم تنفيذ عمليات أخرى في مدينة عفرين أو محافظة إدلب بسوريا. وهذا الشهر قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن روسيا تتفهم موقف أنقرة من الوحدات بشكل أفضل من الولايات المتحدة مشيرا إلى تزايد الخلاف بين البلدين العضوين في حلف الأطلسي. وقال يلدريم إن تركيا توصلت مع موسكو إلى اتفاق لشراء نظام الدفاع الصاروخي الروسي إس-400 وإن اللجنة التنفيذية في صناعة الدفاع التركية ستتخذ القرار النهائي بهذا الشأن. وتخشى أنقرة إقامة دولة كردية في سوريا على حدودها وكانت قد شنت بين مايو/ايار 2016 ومارس/آذار 2017 تدخلا بريا في شمال سوريا بداعي التصدي للجهاديين ولمنع تواصل المناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية. وقال أردوغان مؤخرا للصحافيين على متن طائرته أثناء عودته من زيارة للأردن "لن تسمح تركيا بإقامة ممر إرهابي في شمال سوريا يصل إلى البحر المتوسط"، مضيفا "مهما كان الثمن، سنقوم بالتدخل الذي تمليه الضرورة" وهددت تركيا مرارا في الأسابيع الأخيرة بالتدخل عسكريا خصوصا في منطقة عفرين الكردية في شمال غرب سوريا.
مشاركة :