رحيل حسين جاسم نجم الأغنية الكويتية الحديثة في الستينيات والسبعينيات

  • 8/25/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

فقدت الكويت، أمس الأول، المطرب حسين جاسم، الذي اشتهر في ستينيات القرن الماضي وسبعينياته مع ثلة من المطربين الذي قدموا شكلاً جديداً للأغنية الكويتية. وووري جثمان الراحل عصر أمس في المقبرة الجعفرية، وبرحيله تفقد الساحة الفنية الكويتية نموذجاً للفنان الملتزم والمربي الفاضل، فقد كان الراحل قدوة في الغناء لكثير من الشباب، كما أن عمله في وزارة التربية دفعه إلى تحري الدقة فيما يقدمه من أعمال. لن يغيب حسين جاسم عن ذاكرة محبي طرب الزمن الجميل، لأنه «شمعة الجلاس»، وتغنى أيضاً بـ»يا ناعم العود» برومانسية، في حين تبقى أغنية «حلفت عمري» الأكثر رسوخاً في ذاكرة مريديه. ترجَّل المطرب الكبير حسين جاسم، أحد فرسان ونجوم الأغنية الكويتية الحديثة في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، أمس الأول، عن صهوة الحياة، عن عمر ناهز 73 عاماً، بعد صراع مرير مع مرض السرطان، وشُيع جثمانه أمس إلى مثواه الأخير في المقبرة الجعفرية. وُلد حسين جاسم في منطقة شرق بمدينة الكويت عام 1944، وحصل على دبلوم معهد المعلمين- شعبة الموسيقى عام 1967، وعمل مدرساً لمادة التربية الموسيقية لأكثر من 20 عاماً، وترقى مديراً لإحدى المدارس من 1994 إلى 2002. والراحل عضو في جمعية الفنانين الكويتيين. بدأ حسين جاسم حياته الفنية عام 1967، حيث شارك في أوبريت غنائي بعنوان «المنبوذ»، على خشبة مسرح معهد المعلمين، ثم انطلق بعد ذلك كمطرب يقدم الأغنية العاطفية والوطنية والدينية التي كان يعشقها، وأول أغنية له كانت ابتهالاً بعنوان «يا إله الكون»، من ألحان الفنان الراحل عبدالرؤوف إسماعيل، وأثناء تسجيلها في الاستديو سمع صوته سعود الراشد، رحمه الله، وكان يشغل منصب رئيس قسم الموسيقى، فأثنى على صوته وأدائه المبهر، وطالب باحتضان موهبته. ومن هنا، بدأ الفنان الراحل يتعرف على الفنانين والتعامل مع مَن لهم باع طويل في هذا المجال، وأول الغيث نص غنائي من الشاعر الراحل خالد العياف بعنوان "لو قدرت أنسى نسيت"، وهي سامرية، ولها نقلات صعبة في المقامات، واستطاع حسين جاسم إبهار الجميع بأدائه. ومن الأعمال الغنائية التي لاقت استحسانا كبيرا آنذاك "حكاية بحار"، والمعروفة أيضا بعنوان "احنا والأيام" من كلمات خالد العياف، وهي باكورة التعاون بين حسين جاسم والملحن الموسيقار غنام الديكان، والأخير قدم في مطلعها النهمة، ومطلعا حداديا، و"كوبليها" آخر فيه فن الصوت، وفي النهاية العرضة، نقتطف من كلماتها: "احنا والأيام/ والماضي الأصيل/ والسفر والغوص/ والدرب الطويل". كما غنى حسين جاسم من ألحان الديكان أيضاً "يا معيريس"، وهي من كلمات مبارك الحديبي، التي حققت شهرة واسعة، و"عليك سعيد" كلمات الحديبي، وألحان الديكان، الذي قدَّم من خلالها المحاولة الأولى لنشر إيقاع وغناء "الدزة" كقالب موسيقي عام 1969. وكانت للراحل مجموعة أخرى من الأغنيات الناجحة، لعل أهمها "حلفت عمري" للشاعر والممثل الراحل ماجد سلطان، وألحان يوسف المهنا، رغم أنها أطلقت قبل 33 عاما، لكنها لا تزال مسموعة حتى اليوم، وقد صوِّرت بالألوان بعد تحرير الكويت، كي يشاهدها الجمهور عبر الشاشة الصغيرة. و"أبوالموقة" كلمات الإعلامي والشاعر الراحل جاسم شهاب، وألحان الراحل عبدالرحمن البعيجان. وقد حققت الأغنية نجاحاً، ما دفع حسين جاسم إلى تكرار تعاونه مع الشاعر جاسم الشهاب في أغنية "حبيبي شمعة الجلاس"، من ألحان الفنان مرزوق المرزوق. وثمة أغنية جميلة بعنوان "واحة الجهراء فيها يشفى العليل" كلمات علي الربعي، وألحان أحمد البابطين، و"توني عرفتك زين"، كلمات مبارك الحديبي، وألحان عبدالرحمن البعيجان، و"شوصف فيك" و"اذكرني مرة" كلمات الشاعر الراحل خليفة العبدالله، وألحان البعيجان، و"الفرحة طابت" كلمات يوسف ناصر، وألحان البعيجان، وأغنية "يا ناعم العود". أعلن جاسم عام 1974 توقفه عن الغناء نهائيا، بعد أن أثرى المكتبة الموسيقية والغنائية بأجمل الأغنيات، وأرجع ذلك إلى أسباب كثيرة، منها: اللحن الرخيص، والكلمة المبتذلة، وعدم وجود الملحن الذي يفهمه جيدا. وكان آخر لحن سجله في إذاعة الكويت قبل اعتزاله أغنية بعنوان "خلي حسين"، من ألحان عبدالرحمن البعيجان. وبعد تحرير الكويت، عاد إلى الغناء من خلال مجموعة من الأغنيات الوطنية، منها: "هلت أعياد النصر يا كويت" من ألحان البعيجان، إضافة إلى أغنيتين عن الأسرى. بعدها، شارك في أوبريت "القادة"، بمناسبة انعقاد مؤتمر قمة قادة دول مجلس التعاون بالكويت عام 1991، وأوبريت "سلاحي كلمة الحق"، من إنتاج إذاعة البرنامج الثاني، وقدِّم على مسرح حمد بن يوسف الرومي في الإذاعة وصور تلفزيونيا. تم تكريم الراحل في مهرجان القرين الثقافي 2005، ثم كُرِّم في قطر في العام التالي.

مشاركة :