بيروت: «الخليج» واصل الجيش اللبناني التحضيرات للمرحلة الرابعة والأخيرة لمعركة الجرود، والتي تعتبر الأصعب لتحرير ما تبقى من المناطق المحتلة، لاسيما المنطقة المحيطة بوادي مرطبية في جرود رأس بعلبك، حيث المربع الأخير ل «داعش» الذي يضم حسب مصادر أمنية ما بين 250 إلى 300 مسلح، بينهم 35 انغماسياً مع تسع سيارات مفخخة، بعدما حرر كل المناطق الواقعة في جرود القاع ووصل في تقدمه إلى النقاط الحدودية مع سوريا، في وقت قامت مدفعية الجيش وطائراته بقصف ما تبقى من مراكز الإرهابيين في وادي مرطبية ومحيطه.وأعلنت قيادة الجيش في بيان أمس أن وحدات الجيش تواصل استعداداتها القتالية واللوجستية في جرود رأس بعلبك والقاع، تمهيداً لتنفيذ المرحلة الرابعة من عملية «فجر الجرود»، فيما تقوم مدفعية الجيش وطائراته بقصف ما تبقى من مراكز الإرهابيين واستهداف تجمعاتهم وتحركاتهم في وادي مرطبية ومحيطه، كذلك تتابع الفرق المختصة في فوج الهندسة شق طرقات جديدة وتنظيف المناطق المحرّرة، وتفجير العبوات والأفخاخ والألغام والأجسام المشبوهة التي خلفها الإرهابيون وراءهم.وفي بيروت، استهل الرئيس ميشال عون جلسة مجلس الوزراء بطلب الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء في معركة «فجر الجرود»، وتحدث عن العملية العسكرية التي يخوضها الجيش ووصفها بأنها ناجحة والجيش أظهر فاعلية كبيرة وحرر القسم الأكبر من الأراضي اللبنانية المحتلة، ولم تبق سوى مساحة صغيرة سيعمل الجيش على تحريرها في الوقت المناسب، مشدداً على «ضرورة تأمين حاجات الجيش من العتاد والتجهيزات اللازمة».من جانبه، أطلع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري المجلس على نتائج جولته على مواقع الجيش اللبناني عند الحدود الشرقية، مشيداً بالمعنويات العالية التي وجدها لدى العسكريين على مختلف رتبهم والعمل الحرفي الكبير الذي قاموا به والإنجازات التي حققوها، بحيث بات ينتشر الجيش اليوم في أماكن لم يسبق أن تواجد فيها، وأكد أن الجيش سيتمركز في كل الأماكن التي حررت من الإرهابيين وستقام مراكز مراقبة وتحصينات يحدد الجيش حاجته على ضوئها، وعلينا أن نعمل كحكومة لتأمين هذه الحاجات.وفي مجال آخر، قال الرئيس عون إنه «لا بد من إقرار مشروع قانون الموازنة العامة لتفعيل العمل الحكومي وتسهيل أمور الدولة»، ثمّ تحدث عن زيارة نائب رئيس الجمهورية العراقية إياد علاوي، فأبلغ مجلس الوزراء أن علاوي اقترح أن يستضيف لبنان مؤتمراً للعيش المشترك لما يمثله لبنان من نموذج لهذا العيش، كما أشار إلى أن علاوي أبدى استعداد العراق لمساعدة لبنان في إيجاد حل لديون اللبنانيين في العراق، كما طرحت أفكار عدة لتشجيع الصادرات اللبنانية إلى العراق.وجدد عون إبلاغ مجلس الوزراء رغبته الطلب إلى الأمم المتحدة في خلال وجوده في نيويورك الشهر المقبل جعل لبنان مركزاً عالمياً لحوار الأديان والحضارات.
مشاركة :