عند ابتكار لون سيارة جديد، ينظر مصممو فورد إلى المجتمعات المختلفة، لتنبؤ كيف سيؤثر التغير في أمزجة الأفراد في اختيار ألوانهم المفضلة، ومن ثم يستفيد المصممون من هذه المعلومات، إلى جانب معرفة كيفية تغيير اتجاهات التصميم لابتكار ألوان عصرية تحافظ على رواجها بعد حوالى نصف عقد من تطويرها. تبدأ عملية تصميم المركبة قبل أربع سنوات من عرضها للبيع، إذ يبحث مصممو فورد في الاتجاهات الخاصة بمجالات التصميم الرئيسة. وتقول مديرة التصميم في قسم تصميم الألوان والمواد لدى فورد إميلي لاي: «يجتمع مصممونا بشكل منتظم للبحث في مستجدات تصاميم الهندسة المعمارية والمنتجات الحديثة والتصميم الداخلي». وعندما يتكون لدى فريق التصميم انطباع حول التوجهات المستقبلية المتوقعة يتحول دورهم إلى علماء، وتوضح إميلي: «اختيار اللون لا يكشف عن شخصيتك فقط، بل يعد انعكاساً للظروف المحيطة بك. وعلى سبيل المثال، إذا كنت معرّضاً للكثير من الضغوط والإجهاد فإن ذلك سيؤثر في اختياراتك ومزاجك». ونرى مثالاً واضحاً على هذا الأمر ما حدث بعد الأزمة المالية التي وقعت عام 2008، إذ دفعت المخاوف الاقتصادية الأفراد للتفكير في قيمة سياراتهم عند إعادة بيعها. ونتيجة لذلك، سيطرت الألوان التقليدية على مبيعات السيارات، وعند اختيار السيارة كان المشترون يميلون إلى منح الأولوية للألوان التي تجذب المشترين في المستقبل، بدلاً من كونها تمثل تعبيراً عن تفضيلاتهم الشخصية. كما أدت الأزمة المالية العالمية إلى نتيجة أخرى، وهي تعزيز اختيار الألوان «الآمنة»، وذلك انعكاساً للمزاج السائد في ذلك الوقت، وشكلت الألوان المميزة تحدياً ولم تجد التقدير المناسب لدى الأفراد. وفي منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، تصبح الألوان الفاتحة أكثر جاذبية نتيجة لحرارة الطقس. وفي دراسة قام بها قسم تقنيات الطاقة البيئية في مختبر بيركلي، ونُشرت في مجلة الطاقة التطبيقية، تبين أن ألوان السيارات الفاتحة تعكس الحرارة بصورة أكبر بكثير من الألوان الداكنة، وتبقي المقصورة الداخلية أبرد بنسبة 11 في المئة من نفس الطرازات باللون الأسود، كما أظهرت الدراسة أن السيارات البيضاء تميل للمحافظة على قيمة أفضل عند إعادة بيعها، بينما تعد السيارات ذات اللون الأزرق الأكثر فقداناً لقيمتها.
مشاركة :