انتقد التربوي المختص والمهتم بالشأن التعليمي "ثامر الدعجاني"، قرار وزارة التعليم بزيادة ٤ ساعات أسبوعياً للرياضة؛ وهو القرار الذي وجد رد فعل واسعاً بين التربويين والتربويات حول تركيز الوزارة على الأنشطة اللاصفية، وترك أساس التعليم وبنائه. وتفصيلاً، قال "الدعجاني": "لا يمكن أن تُعِد معلماً للنشاط وتقيم له الندوات وتوجهه لبيئة تخلو تماماً من مقرات مجهّزة وملائمة للأنشطة؛ فقرار الأربع ساعات الأسبوعية للأنشطة اللاصفية بمقدار ساعة يومياً، تقريباً لا يحتاج مقالاً ولا كتابة تعليق؛ فهو بمثابة عنوان لمقال يشكي حال التعليم ويتطلع لعلاجه؛ فالهم أكبر والنظر أشمل". وانتقد البيئة التعليمية قائلاً: "البيئة المدرسية لا تلقى استحسان المتعلم، تُشعره بأنها أداة لاتقاء شره؛ فلا يكون لها انتماء، ومن ثم لا يحافظ على ممتلكاتها وأدواتها، ويستبطئ الزمن استعجالاً لساعة الخروج منها ليشعر بالحرية بعد أن كان بدار عبودية". وأضاف: "أركان التعليم أربعة: هي المعلم والطالب والمنهج والبيئة، والاهتمام بجانب وغض الطرف عن آخر؛ لا يجعل التعليم يسير في اتجاه سليم؛ فلا يمكن أن تُعِدّ معلم مختبرات ليعمل في مختبر بلا أدوات، ولا يمكن أن تعد معلماً للنشاط وتقيم له الندوات وتوجّهه لبيئة تخلو تماماً من مقرات مجهزة وملائمة للأنشطة، ولا يمكن لمقيم صحي أن يمنع الأمراض ويثقف الطلابَ والمقاصفُ عشوائية "بؤرة للطفيليات"، ومستخلصات النظافة تسلم في السنة القادمة". وتابع: "وكذلك لا يمكن أن تطالب بتعليم تعاوني ووسائله تالفة؛ بل وأغلبها ناقصة، ولا يمكن تعيين معلم قبل أن تؤسسه بالشكل السليم، ولا يمكن أن تطالبه وتحاسبه وأنت لم تعطه، ولا يمكن لمتعلم أن يتعلم بدون دافعية؛ فلن تجبر أحداً في ذاته إلا بحوافز تدفعه لتكوين رغبة؛ فهل علاج كل ذلك زيادة ساعة عمل أو حتى اثنتين؟ إن العلاج يحتاج واقعية وصدق وشعور بالمسؤلية، لا تنظيراً وتخبطاً وعشوائية؛ فكل أركان التعليم تحتاج تقويماً وخطوات للعلاج السليم". وأكد: "أهم ما في العملية التعليمية؛ هو دافعية المتعلم؛ فهي وقوده الذي يبني بها هدفه، وهي زاده ليتغلب على كل ناقص؛ سواء كان في المعلم أو المنهج؛ فيبحث بها عن جواب لسؤاله خارج بيئته التعليمة، وهي ما كانت تُمَيز المتعلم سابقاً برغم البيئة البدائية (كتاتيب وحجرة صفية)، ويشحن بها همته، ويتصبر بها ليترقب غده ومستقبله المشرق في تصوره؛ ومنها تميز المتعلم فتميزنا.. إن نجحنا في تحفيز المتعلم وتولدت لديه الدافعية فسنتغلب على كل العثرات ونجتاز كل العقبات؛ فالإصرار لا يعيق صاحبه فشل، وطريق التحدي حتماً للنجاح مؤدٍّ". وأردف: "البيئة المدرسية لا تلقى استحسان المتعلم، تُشعره بأنها أداة لاتقاء شره؛ فلا يكون لها انتماء، ومن ثم لا يحافظ على ممتلكاتها وأدواتها، ويستبطئ الزمن استعجالاً لساعة الخروج منها ليشعر بالحرية، بعد أن كان بدار عبودية، البيئة المدرسية هي الخطوة الثانية بعد الدافعية، ولربما لو تم إنشاؤها بطرق مبتكرة ومتنوعة وجذابة لكوّنت رغبة عند المتعلم؛ فلا بد أن تتوفر فيها الوسائل بشتى أنواعها وتجهز المقرات للنشاط والمختبرات بكل أدواتها". وساق قائلاً: "المعلم الناجح يبدأ أولاً بحقن محبته في دماء وقلوب طلابه، وإشعارهم بحرصه عليهم، وأنه في خدمتهم؛ فعندئذ سيكون قدوة، وتُقبل توجهياته وتُنَفذ أوامره ويصدق قوله؛ فعلى هذا المبدأ يتم إعداد المعلم واستكشاف بذرة العطاء عنده؛ لزرعها في حقل التعليم بُغية الحصاد المثمر.. المعلم قدوة؛ فكيف لطالب يرى قدوته ناقص الحقوق، مكبل الأيدي، متهماً في مجتمعه، مَن يرضى لنفسه بهكذا قدوه؟ واختتم: "في رأيي ألا يكون المنهج محدداً ومفهرساً؛ بل عناوين وأهداف، ويلزم المتعلم بالبحث والاستنتاج، وتُوَفر الوسائل للمعلم والمتعلم وطرق التدريس الحديثة وأساليب البحث ومجالاته؛ لتكون قاعدة انطلاق يصل المتعلم لها عند التقييم؛ فهل نجح أو اجتهد أكثر؟ ليس العلاج بالكم ولكن العلاج بالكيف.. في الميدان التعليمي رجال مخلصون حريصون، لا بد أن يُسمع لهم ويُؤخذ بعين الاعتبار مقترحهم وتُدرس أفكارهم؛ فهم حجر أساس تطور التعليم؛ فخبرتهم تشفع لهم وناتج عملهم يزكيهم فعندهم الحلول وهم العاملون".
مشاركة :