انتقد عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي، الدكتور عبدالله بن محمد المطلق، مسارعة البعض فى إنكار ما لم يعهدوه ويألفوه من السنن والمستحبات الشرعية؛ ومنها إحياء سنة التكبير أيام العشر من ذو الحجة. وعلق "المطلق" في سؤال ورد لبرنامج فتاوى على القناة الأولى، حول إنكار بعض الناس على شخص كبّر أثناء دخوله المسجد في الأيام العشر من ذو الحجة من أجل تذكيرهم؛ قائلاً: "بعض الناس لديهم عجلة على الإنكار"؛ متسائلاً: "لماذا الإنكار والرفض على شخص يطبق السنة في التكبير التي حث ودعا إليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد)؛ مضيفاً: "إشكاليتنا أن بعض الناس يسارع في إنكار ما لم يعهده"؛ مفيداً بأن "التكبير المطلق في المسجد وغير المسجد".وفي ذات السياق، أوضح القاضي بوزارة العدل وإمام وخطيب جامع عبدالله المعتاز بالرياض، عبدالمحسن بن حسين السبعي، لـ"سبق"، أن الفرق بين التكبير المطلق والمقيد؛ أن التكبير المطلق في كل وقت من أيام العشر ليلاً ونهاراً، قبل الصلوات وبعدها، لا يختص بوقت دون وقت من أيام العشر، والمقيد يتقيد بأدبار الصلوات الخمس، من فجر يوم عرفة. وأضاف: "يبدأ المطلق من دخول شهر ذي الحجة إلى آخر أيام التشريق، وهي الأيام الثلاثة بعد العيد، ويبدأ المقيد على ما قاله العلماء من صلاة الفجر يوم عرفة إلى عصر آخر يوم من أيام التشريق"؛ لافتاً إلى الغفلة عن التكبير المطلق والمقيد التي يقع فيها البعض في أيام عشر ذي الحجة والتشريق؛ فترى كثيراً منا يبدأ يومه وينتهي وهو غافل عن تكبير الله وذكره". وأشار "السبعي" إلى أنه يستحب للمسلم التكبير، يجهر به الرجال دون النساء، ويكبر المسلم في المسجد والمنزل والمجامع والمحافل والأسواق وغيرها؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) رواه أحمد. وتابع: "قال البخاري كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما، وقال: وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق، حتى ترتج منى تكبيراً، وكان ابن عمر يكبر بمنى خلف الصلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً". وبيّن: "للتكبير صفات متعددة ذكرها أهل العلم؛ منها: (الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله، الله أكبر.. الله أكبر.. ولله الحمد)، ونبّه إلى تفريط بعض المسلمين من غير الحجاج في صيام يوم عرفة، مع ما فيه من الثواب العظيم والأجر الجزيل من الله جل جلاله وعَظُم كرمه وإحسانه، وقد بيّن لنا نبينا الكريم عليه أتم الصلاة والتسليم، فضل صيام يوم عرفة فقال: (صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده)، رواه مسلم؛ متسائلاً: "فكيف لعاقل أن يفرط في صيام يوم يكفر الله به السنة التي قبله والسنة التي بعده؟".
مشاركة :