مفاجأة واشنطن: ترامب ينقلب على باكستان! ـ

  • 8/25/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

شكوى واشنطن من العلّة الباكستانية يأتي متصاحباً مع وعد أميركي بترياق تكون الهند عنصر أساس داخله. ستنطلق المؤسسات الدبلوماسية والمالية والعسكرية إلى باكستان في سعي لشرح منطق ترامب الجديد لقادة النظام السياسي في اسلام اباد. اعتبر الباكستانيون أن الموقف الاميركي الجديد "مخيب للآمال"، خصوصا أنهم أكثر الأطراف تعرضاً للإرهاب القادم من ما وراء الحدود. بدا أن باكستان أُخذت على حين غرة وهي تحاول استخدام رد فعل متأن على فعل أميركي جامح. لكن أسئلة كثيرة بدأت تفوح من عواصم المنطقة المعنية جراء "البقاء" الأميركي في أفغانستان وفق خطة عمادها الأبرز معاداة باكستان. وفي الأسئلة بحث عن الحكمة من تسليم باكستان للصين وروسيا في وقت ترتكز الاستراتيجيات الاميركية على مواجهة توسّع الصين وروسيا في العالم. علماً أن الصين تستثمر ما يقارب الـ 50 مليار دولار في تحديث البنى التحتية الباكستانية لا سيما ميناء غوادار، بما يعني أن واشنطن تستسلم لما بات قدرا صينيا متقدماً داخل دولة عُرفت بالتصاقها التاريخي بخيارات واشنطن. قد لا يبدو الأمر واضحاً في هذه الساعات. بيد أن المقاربة الاميركية لأفغانستان، التي لا نعرف عنها الكثير، تبدو مربكة وهي تحرك بيادق على رقعة الشطرنج الآسيوية. وقد تبدو اليد الأميركية الممدودة للهند تشبه تمرينا لتبادل الأوراق وإعادة اللعب وفق شروط وقواعد أخرى. وربما للوهلة الأولى فإن خطبة ترامب بالنسبة لأطراف كباكستان والهند والصين وروسيا تشبه خطبة وداع أكثر منها إعلان استراتيجية طويلة الامد لتواجد أميركي لا نهائي في المنطقة. بيد أن المسألة أعقد من اختصارها في خطاب يلقيه رئيس أميركي. وقد يبدو نافعا توسيع المجهر وادراج التفصيل الافغاني في الأجندة الاميركية من ضمن نشر للقواعد والقوات الذي في الحسابات الإيرانية مثلاً، سيكون مُحاصراً لنظام طهران شرقاً ويأتي مكملاً لورش أخرى تجري في العراق وسوريا غرباً. يبقى أنه في لعبة تبادل الأوراق ما يمكن أن يناقش ماهية ما ستقدمه واشنطن لموسكو وبكين مقابل ترتيبات في سوريا وكوريا الشمالية. هي ببساطة "لعبة الامم" من جديد.   محمد قواص صحافي وكاتب سياسي

مشاركة :