غيّب الموت صباح أمس، المذيعة المصرية فاطمة النجدي بعد صراع مع مرض السرطان، وشيعت جنازتها عصراً من مسجد «الحصري» في مدينة السادس من أكتوبر (غرب القاهرة). بدأت المذيعة الراحلة مسيرتها الإعلامية عبر شاشة التلفزيون المصري من خلال العمل في قطاع الأخبار كمراسلة ومن ثم قارئة لنشرة الأخبار، كما شاركت في تقديم البرنامج الصباحي الشهير «صباح الخير يا مصر». استمرت النجدي في «ماسبيرو» نحو عشر سنوات، قبل أن تنتقل إلى إنكلترا للعمل في التلفزيون الكويتي لمدة عامين، قدمت خلالهما برنامجاً متخصصاً في الاقتصاد عنوانه «اقتصاديات». وعلى رغم اجتيازها اختبارات الالتحاق بالتلفزيون البريطاني «بي بي سي»، اعتذرت لاحقاً عن عدم العمل في المحطة وعادت إلى مصر لتنضم إلى القناة الليبية «الساعة»، ثم قناة «مودرن تي في»، ومنها انتقلت إلى فضائية «أون تي في» وقدمت عبر شاشتها برنامج «مباشر من العاصمة»، ثم انضمت إلى البرنامج الشهير «صباح أون»، وكانت أحد وجوهه المميزة. لكنها اضطرت إلى الغياب عنه خلال الفترة الأخيرة بعد إصابتها بالمرض. عرف عن النجدي حرصها على استخدامها اللغة العربية الفصحي خلال تقديمها البرامج المختلفة مبتعدة من استخدام العامية، واتسمت بالحضور واللباقة، وآمنت بضرورة أن يتحلى المذيع بالحيادية والمهنية وتطبيق قواعد العمل الإعلامي، فلا ينصب نفسه قاضياً، بل يظل مجرد وسيط، ولا يحق له الخروج عن صمته إلا في قضايا الوطن والمساس به. وخلال أحد أحاديثها الصحافية السابقة قالت فاطمة: «راضية بما قسمه الله لي، ومبدأي في الحياة الآية الكريمة «لئن شكرتم لأزيدنكم». وطمحت الراحلة إلى تقديم برنامج يناقش القضايا والمشكلات العربية الملحة، إلا أن القدر لم يمهلها. ونعاها زملاؤها في العمل الإعلامي وبينهم مذيع «صباح أون» محمد عبده قائلاً: «لله الأمر من قبل ومن بعد، انتقلت إلى رحمة الله تعالى الزميلة العزيزة أختي الغالية صديقة العمر الإعلامية فاطمة النجدي، اللهم ارحمها واغفر لها وأدخلها فسيح جناتك». وقال رئيس قناة «اكسترا نيوز» الإخبارية البرت شفيق: «ربنا يرحمك ويصبر أهلك وأولادك يا جدعة يا بنت الأصول». كما نعاها الصحافي محمد سامي قائلاً: «إنّا لله وإنا إليه راجعون. البقاء لله في وفاة المحترمة والجدعة فاطمة النجدي التي ظلت محتفظة بطباع جذورها الصعيدية، وكانت إحدى أفضل الشخصيات الإعلامية التي عملت معها، تغمدها الله بواسع رحمته».