بعد شهرين من إعلان القوة العسكرية المهيمنة في شرق ليبيا الانتصار في حملة لانتزاع السيطرة على بنغازي، يعيش حسن الزاوي حياة قاسية بمنزله في حي شهد آخر معركة رئيسية بالمدينة. مثل كثير من السكان الآخرين، غامر الزاوي بالعودة بعدما انتزع "الجيش الوطني الليبي" الذي يتزعمه خليفة حفتر السيطرة تدريجيا من مسلحين متشددين وجماعات مسلحة أخرى. وتحولت مناطق في ثاني أكبر مدن ليبيا إلى أنقاض خلال معارك استمرت زهاء ثلاث سنوات في ظل أزمة اقتصادية واضطرابات سياسية تجتاح البلاد. وقال الزاوي لـ"رويترز" في منتصف آب/ أغسطس في حي الصابري المطل على البحر "هناك ذباب وبعوض وقمامة. وفي الليل لا نملك أي شيء". وأضاف "نحن هنا منذ شهر و10 أيام وكل ما نريده من البلد هو الكهرباء والمياه وعودة الناس إلى ديارهم والبقاء هناك". الحرص على العودة ينتشل الناس ما يمكن انتشاله من بين أنقاض المنازل المدمرة. ويساعدهم الأطفال في أعمال التنظيف. وبعد ذلك يجلس الرجال لاحتساء الشاي أو القهوة وحراسة الشوارع. وقال أحدهم إنه سيبقى في منزله حتى لو كان سيغلق الأبواب والنوافذ بالمناشف. وقال ساكن آخر في حي الصابري، يدعى فرج محمود، إن بعض الناس حرصوا على العودة لديارهم وتجاهلوا خطر الألغام الأرضية التي لا تزال مزروعة في بعض مناطق الحي. وأضاف محمود "وجدنا منازلنا غارقة في مياه الصرف الناجمة عن الأنابيب المحطمة وكانت المياه بارتفاع 70 إلى 80 سنتيمترا". لجان ضغط وقال ميلاد فضل الله الذي يعمل مهندسا إن بعض العائدين شكلوا لجانا للضغط على السلطات المحلية فيما يتعلق بالمياه والكهرباء والصرف الصحي. لكن أسامة الكزة مدير المشاريع في بلدية بنغازي قال إن الافتقار إلى الأموال والقيادة السياسية في بلد لا يزال مقسما بين حكومتين متناحرتين سيعرقل إعادة الإعمار. وتابع "الوصول إلى صورة جيدة وحضارية للمدينة سيتم على مراحل ويستغرق سنوات ويتكلف مليارات". المصدر: رويترز
مشاركة :