أعلنت السلطات الهولندية عثورها على شاحنة صغيرة تحمل لوحة تسجيل إسبانية محمّلة أسطوانات غاز في وقت متأخر أمس (الأربعاء) في روتردام، بعد إلغاء الشرطة حفلاً موسيقياً في اللحظة الأخيرة بسبب تهديد إرهابي. وقالت شرطة روتردام في تغريدة على موقع «تويتر»: «تم اعتقال سائق الشاحنة الإسباني ونقله إلى مركز الشرطة»، مضيفة أن «فريقاً من خبراء المتفجرات كان يتفحص الشاحنة التي عثر عليها قرب قاعة ماسيلو للحفلات الغنائية في المدينة». وألغت السلطات الحفل الذي كان مقرّراً أن تُحييه فرقة الروك الأميركية «الاه لاس»، بعد تلقّيها معلومات من الشرطة الإسبانية تفيد باحتمال حصول «اعتداء إرهابي». وأعلنت قاعة «ماسيلو» في تغريدة أنه «بأمر من الشرطة، وفي ظلّ وجود تهديد إرهابي، لن يُنظّم حفل فرقة الاه لاس هذا المساء». وعقد رئيس بلدية مدينة روتردام أحمد أبو طالب مؤتمراً صحافيّاً أعلن فيه أنّ تحقيقاً سيبدأ لتحديد ما إذا كانت الشاحنة مرتبطة بالتهديد الذي تم الإبلاغ عنه، موضحاً أنهّ «من المهم عدم التسرّع في الاستنتاجات». وأخلي المبنى الذي كان سيُجرى فيه الحفل ويتّسع لألف شخص، قبل أن تفتّشه فرقة مكافحة الإرهاب. وعرضت قناة «أن أو أس» الهولندية الرسمية مشاهد لضبّاط شرطة يرتدون سترات واقية للرصاص ويمشطون المنطقة. يأتي ذلك بعد أقلّ من أسبوع على اعتداءي إسبانيا للذين أدّيا إلى مقتل 15 شخصاً وتبنّاهما تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). ولم تشهد هولندا أيّ هجوم إرهابي من سلسلة الاعتدءات التي ضربت دولاً أوروبية محاذية لها في السنوات السابقة، لكن بعد ورود تقارير عن عبور أشخاص متورطين في عمليّات إرهابية إلى هولندا، بقي مسؤولو الأمن والاستخبارات في حال حذر. وكان المنسّق الوطني لمكافحة الإرهاب ديك شوف قد حذّر في أيار (مايو) 2016 من أنّ «مستوى التهديد الإرهابي كبير في هولندا، ما يعني أنّ حدوث هجوم إرهابي في البلاد هو خطر حقيقي ممكن الحدوث». وتعرّض مطار سخيبول خارج أمستردام الذي يُعدّ أحد أكثر المطارات اكتظاظاً في أوروبا، إلى عملية إخلاء في نيسان (أبريل) 2016، عندما أثار شخص مخمور ومتشرّد مخاوف أمنية، بعد أسابيع على هجمات المترو والمطار في بروكسيل. وفي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، كان مطار روتردام هدفاً لتهديد إرهابي تبيّن لاحقاً أنه كاذب.
مشاركة :