الجهود الأوروبية ضد مهربي البشر تزيد أعداد المهاجرين في ليبياساهمت جهود مكافحة تجارة البشر بين ليبيا وإيطاليا في الحد من أعداد المهاجرين الذين يصلون إلى السواحل الأوروبية، لكن الأمر له تبعات سلبية أخرى إذ يسبب تجمع المهاجرين في ليبيا مما يثقل كاهل ليبيا بهؤلاء في وقت يمر فيه البلد بفوضى أمنية وسياسية سببت له أزمة حادة انعكست على الشعب.العرب [نُشر في 2017/08/25، العدد: 10733، ص(4)]تدفق يتضاعف طرابلس - انعكس اتفاق بين إيطاليا وليبيا بدعم جهود ليبيا لمكافحة أمواج الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا سلبا على ليبيا إذ ضاعف من أعداد المهاجرين بها. وتمثل ليبيا المقصد الأول للمهاجرين من القرن الأفريقي وجنوب أفريقيا ومصر والصومال ونقطة انطلاق إلى أوروبا. ويسعى المهاجرون غير النظاميين للوصول إلى ليبيا وجمع المال والتواصل مع المهربين الذين لا توجد صعوبة في الوصول إليهم. وأشار الناطق باسم منظمة الهجرة الدولية جول مليان، الخميس، إلى انخفاض عدد المهاجرين من ليبيا إلى أوروبا بعد الاتفاق بين إيطاليا وليبيا لتعزيز قوات البحرية الليبية ومراقبة سواحلها. لكن هذا الانخفاض زاد من أعداد المهاجرين في ليبيا بعد صعوبة وصولهم إلى جنوب أوروبا وإيطاليا تحديدا، الأمر الذي انعكس على الحكومات الليبية في الشرق والغرب وعلى قدرتها في ترحيل أو إيواء كل هذه الأعداد. وجرى، الأربعاء، التحفظ على 13 مهاجرا من جنسيات مختلفة كانوا يشقون طريقهم من جنوب أجدابيا متجهين إلى ازواوة في غرب البلاد والتي تعتبر المنطقة الأولى في تهريب المهاجرين غير النظاميين لقربها من سواحل الجزر الإيطالية. وتسعى إيطاليا لتعزيز قدرة حكومة الوفاق الوطني على منع تهريب البشر مقابل تقديم تمويل وتدريب ومن خلال إرسال سفينة للمساعدة في إصلاح سفن قوات خفر السواحل والبحرية التابعة لحكومة طرابلس. ووصل نحو 600 ألف مهاجر من شمال أفريقيا إلى إيطاليا عن طريق البحر منذ عام 2014 وهو ما يختبر قدرة البلاد على التعامل مع هذه القضية.وقالت مصادر، الاثنين، إن جماعة مسلحة تمنع قوارب المهاجرين من الإبحار عبر البحر المتوسط من مدينة غربي طرابلس مثلت نقطة انطلاق لمهربي البشر، مما سبب انخفاضا مفاجئا في أعداد المغادرين في الشهر الأخير. ويلقي هذا الأمر ضوءا جديدا على التراجع الحاد في أعداد المهاجرين القادمين عبر إيطاليا التي حلت محل المسار السابق عبر بحر إيجه كمبعث القلق الرئيسي لأوروبا في الأزمة. وفي يوليو الماضي هبطت أعداد من وصلوا من شمال أفريقيا إلى إيطاليا بأكثر من 50 بالمئة عن أعدادهم في العام السابق بل إن أعداد الوافدين في أغسطس حتى الآن انخفضت بأقل من هذه النسبة. ويشهد شهرا يوليو وأغسطس ذروة حركة قوارب المهاجرين لأن أحوال الطقس تكون مواتية. وتخلو مراكز الإيواء من أي مقومات صحية ولا تتوفر بها أبسط معايير السلامة للإقامة بها، ناهيك عما يتعرض له المهاجرون من انتهاكات على يد عناصر الشرطة غير المدربة أو أجهزة ما يعرف بجهاز الهجرة غير الشرعية. ويجبر المهاجرون على العمل القسري أو العمل لساعات طويلة دون منحهم أجور على هذه الأعمال، بالإضافة إلى معاملتهم كمجرمين أو مخالفين للقانون عكس ما تنص عليه الاتفاقيات المتعلقة بالهجرة الدولية.انخفض عدد المهاجرين غير الشرعيين من ليبيا إلى أوروبا بعد الاتفاق بين إيطاليا وليبيا لتعزيز قوات البحرية الليبية وتحدث أحد هؤلاء المحتجزين عن قطعه مسافة 3 آلاف كيلومتر من جنوب تشاد إلى منطقة سبها، مشيرا إلى أنه دفع مبلغا ماليا لأحد المزوّرين في المدينة للحصول على بطاقة شخصية ليبية ليتمكن بها من المرور عبر البوابات الأمنية حيث توجه بعدها إلى الكفرة ومنها إلى أجدابيا في رحلة استغرقت شهرا. وأضاف أنه يواجه حاليا تهمة التزوير وبالتالي السجن، بالإضافة إلى الانتهاكات والعمل القسري أو أنه في أحسن الأحوال سيبقى في هذا المكان “الأشبه بالجحيم” حتى يتم ترحيله إلى بلده. ويقول الملازم محمد الفضيل من جهاز الهجرة غير النظامية إنه تم ترحيل 20 مهاجرا يحملون الجنسية السودانية من مطار الكفرة، لافتا إلى أن هذه هي الرحلة الثالثة في شهر أغسطس الجاري حيث بلغ عدد المرحلين من المدينة 300 مهاجر. وأعلنت منظمة الهجرة، في بيان أصدرته في وقت سابق، عن إنقاذ أكثر من 13 ألف مهاجر من سواحل ليبيا منذ بداية العام 2017. وتلتزم الدولة الليبية بتكاليف إيوائهم وترحيلهم دون أي مساعدات دولية. و أشارت مصادر في الحكومة الإيطالية إلى أن مكالمة هاتفية، جرت الأربعاء، بين رئيس الوزراء باولو جينتيلوني والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أبرزت “تجانسا كاملا” في المواقف بين برلين وروما حيال قضايا تتعلق بمكافحة الإرهاب والهجرة والأزمة الليبية. وذكرت مصادر من رئاسة الوزراء أن المحادثة الهاتفية، التي وصفتها بـ”المطوّلة والودية”، جاءت في ضوء قمة باريس الرباعية المعلنة في 28 أغسطس الجاري. واستعرض جينتيلوني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر الهاتف، الثلاثاء، نفس القضايا تحضيرا لذات القمة الرباعية الفرنسية الألمانية الإيطالية الإسبانية. ودعا الرئيس الفرنسي، في وقت سابق، إلى قمة رباعية أوروبية بباريس لبحث قضية تدفق الهجرة غير النظامية نحو أوروبا وكذلك العلاقات مع أفريقيا. يشار إلى أن ليبيا تعدّ نقطة الانطلاق الرئيسية للمهاجرين من الدول الأفريقية إلى إيطاليا التي تعتبر البوابة بالنسبة لهم لدخول أوروبا. وسيشارك في القمة إلى جانب قادة فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا رئيسا تشاد والنيجر، كضيفي شرف. وأشار المصدر إلى أن “جينتيلوني وماكرون اتفقا على أن تبحث القمة تطوّرات الوضع في ليبيا وسبل مواجهة الهجرة غير الشرعية والعلاقات مع أفريقيا ومكافحة الإرهاب والآفاق المستقبلية للوحدة الأوروبية”.
مشاركة :