هناك خلف اﻷسوار تنتحب أحلام الفتاة وﻻ مجيب وتصرخ اﻷماني وﻻ منقذهناك خلف اﻷسوار يقف جلاوزة العضل في وجه كل خاطب متسلحين بكل أسلحة الوعود الكاذبة واﻷسباب الواهية واﻷعذار الممجوجة، لتمر السنوات تلو السنوات والبنت بانتظار فرحتها الكبرى وليلتها الموعودة حتى يفوتها القطار وتتبخر آمالها في الزواج بسبب وليها الذي يقف بالمرصاد لكل خاطب، يعتذر من هذا ويكذب على هذا ويمارس عنفا صامتا وظلما قاسيا تجاه تلك البنت المغلوبة على أمرها، فهي محجوزة لابن عمها تارة، وستواصل دراستها تارة أخرى، ومنهم من يعضل ابنته من أجلاﻻستيلاء على راتبها، فهو يرى أنه أحق من غيره بهذا الراتب. وعندما نتناول قضية العضل في هذا المقال فقد يظن البعض أنها قضيةاستجدت حديثا ولكنها في واقع اﻷمر قضية قديمة قدم الظلم الواقع على أولئك الفتيات من قبل أوليائهن. ورغم أن الشريعة اﻹسلامية نصت على تحريم العضل وحذرت من تبعاته إﻻ أننا نجد أن الكثير من اﻷولياء ﻻ يزال يصر مستكبرا على ممارسة العضل على منهم تحت أمرته من البنات واﻷخوات متجاهلا سلبياته اﻻجتماعية والأخلاقية والتي أصبحت أكثر من أن تحصى، إضافة إلى حرمة الظلم الواقع على البنت المعضولة والذي يجعلها بمثابة اﻷسيرة الصامتة مستلهمة قول الشاعر: لظلم ذوي القربى أشد مضاضة.. على النفس من وقع الحسام المهند فكيف والظالم هو وليها وأقرب الناس إليها! إن المعاناة التي تصطلي بنارها كل فتاة معضولة سواء كان ذلك من وليهاأو أحد أقربائها الموكلين بها يجب أن تتوقف، كما يجب أن يعلم هؤﻻء اﻷولياء أن ما يقومون به من عضل لبناتهم أو أخواتهم إنما هو تعنيف وظلم وحرمان مهما كانت اﻷسباب والمبررات. وﻻشك أن احتواء مثل هذه القضية والتخفيف من تداعياتها على الفتيات لن يتأتى إﻻ بالتعاون والتكاتف بين المصلحين في المجتمع والتناصح فيمابينهم، إضافة إلى قيام خطباء المساجد بدورهم الوعظي والتوعوي ومناقشة هذه القضية وإبراز أضرارها وسلبياتها على الفرد والمجتمع وعلى الفتيات المعضوﻻت بصفة خاصة. كما أن على وسائل اﻹعلام أن تقوم بدورها التثقيفي فيما يخص هذه القضية وذلك عن طريق إعداد البرامج والمسلسلات التي تناقش هذه القضية من جميع الجوانب وهو اﻷمر الذي سيؤدي إلى توعية أولياء أمور الفتيات المعضوﻻت مما قد يساهم في حل الكثير من مشكلات العضل والتقليص من سلبيات هذه القضية المزمنة. رابط الخبر بصحيفة الوئام: عضل البنات.. العنف الصامت
مشاركة :