مدينة الميناء الزاخر بالنشاط والحيوية، والشاطئ الذهبي «جولدن مايل»، إنها ديربان عاصمة عشاق المرح في جنوب إفريقيا، التي تجعل منها عدة عوامل، مثل: الطقس شبه الاستوائي، والشواطئ الشاسعة، والتجارب المميزة لركوب الأمواج، وفرص التسوق الممتازة في الأسواق الرائعة والمطاعم الراقية، وجهة رائعة للعطلات على مدار العام. وتتركز معظم الأنشطة في منطقة «جولدن مايل»، التي تشكل امتداداً بطول ستة كيلومترات بمحاذاة الواجهة المائية الرئيسية في المدينة، وهي تعد موطناً للعديد من المتنزهات الترفيهية والمتاجر والمطاعم.اكتشف منطقة «جولدن مايل»، التي تمثل الواجهة البحرية المذهلة في ديربان، وتتيح لك برامج «الإمارات للعطلات» زيارة المبنى المهيب لمجلس المدينة، ومتحف «كوا مولا»، والحدائق النباتية ضمن جولة لمدة نصف يوم في المدينة. تمتع بتجربة رحلة سفاري لمدة يوم كامل في محمية «هلولو إمفولوزي» الطبيعية؛ حيث تقوم بزيارة هذا الموئل الطبيعي الساحر، الذي يعد موطناً لحوالي 48 نوعاً من الحيوانات بما فيها أكبر خمس فصائل حيوانية. وهي أقدم محمية معروفة في إفريقيا مع تضاريس جبلية توفر إطلالات ساحرة.اقترب أكثر من الطبيعة، واكتشف جمال سلسلة جبال دراكينسبرج مع الآفاق الساحرة من «قلعة جاينتس» المصنفة كأحد مواقع التراث العالمي ضمن رحلة لمدة يوم كامل في جبال دراكينسبرج. تمتع بالمشي أو بركوب دراجة هوائية على طول منطقة جولدن مايل الرائجة بمحاذاة الخط الساحلي، الذي يضم منطقة الأعمال المركزية في المدينة؛ حيث يمكنك مشاهدة عشاق الرياضات الذي يقومون بركوب الأمواج والتزلج باستخدام المظلات، إضافة إلى هواة بناء القلاع الرملية على طول الطريق.تتميز مدينة ديربان الساحلية بتنوع وحيوية كبيرين، كما تنعم عليها الطبيعة بأصوات وروائح تبعث حياة جديدة على المدينة، التي تحتضن أكبر وأهم ميناء في القارة السمراء.يمكن لزوار ديربان الساحرة الاستمتاع بتجربة فريدة بركوب العربات التقليدية، التي يضع سائقوها قبعات تتميز بزخرفتها وألوانها المتنوعة، كما بإمكانهم التجول في مختلف أنحاء المدينة وصولاً إلى وسطها الذي يحتضن منطقة الميل الذهبي التي تمتد على أربعة كيلومترات، وتنتشر على طولها الشواطئ والمنتزهات والمسابح والمطاعم، وتتميز بدفء مائها طوال السنة؛ وذلك بفضل تيار أجولاس وحتى في فصل الشتاء لا يقل معدل الحرارة عن 15 درجة مئوية، ما يجعل المنطقة مكاناً مثالياً للسباحة على مدار السنة.تحتضن المدينة منتزه «أوشاكا مارين ورلد» وهو أكبر منتزه بحري في إفريقيا؛ إذ يضم أكبر خمسة أحواض مائية في العالم.حضارة الزولوتعد ديربان بوابة العبور إلى مملكة الزولو؛ حيث يمكن للسياح اكتشاف حضارة الزولو الغنية بتراثها وعاداتها وطقوسها وتقاليدها. كما تحتضن المدينة موقعين أثريين تصنفهما منظمة اليونيسكو في خانة التراث العالمي، وهما منتزه «غريتير سانت لوسيل» و«يتلاند بارك» بخلجانه المرجانية وتلاله الساحلية وبحيراته ومستنقعاته ونبات البردي المنتشر على طوله، إضافة إلى المنتزه الوطني أوكالامبا/ دراكينسبورغ ناشيونال بارك، الذي يتميز بجباله الشامخة واحتضانه لأكبر منطقة للرسوم الصخرية جنوب منطقة الصحاري.ويمتد تاريخ المنطقة إلى 100 ألف سنة قبل الميلاد، وتم التأكد من ذلك من خلال تقنية تحديد مقدار تلاشي الكربون المشع على الصخور المتواجدة في كهوف منتزه أوكالامبا/ دراكينسبورغ ناشيونال بارك. وكان شعب السان يقطن هذه الجبال لمدة 4000 سنة ووثقوا حضارتهم عبر الرسم على الحجارة، وقد قاد هذا الاكتشاف إلى انضمام منتزه أوكالامبا/ دراكينسبورغ ناشيونال بارك إلى قائمة التراث العالمي التي تصدرها منظمة اليونيسكو.أما شعب الزولو فقد هاجر في اتجاه جنوب البحيرات العظمى ليستقر في المنطقة التي تعرف اليوم باسم كوازولو - ناتال، ويشهد التاريخ على المعارك الضارية التي خاضها الزوليون بقيادة زعماء كبار.أصول أوروبيةفي 25 ديسمبر/ كانون الأول 1497 رست سفينة الرحالة البرتغالي الشهير فاسكو دي جاما في المنطقة التي تعرف اليوم بديربان، وأعتقد الرحالة أن هذه المنطقة المائية هي نهر وأطلق عليها بالتالي اسم ريو دي ناتال (نهر الميلاد) وهو الاسم الذي تم تغيره لاحقاً إلى بورت ناتال (ميناء ناتال) التي أصبحت فيما بعد ديربان في 23 يونيو/ حزيران 1835؛ تكريماً لحاكم المنطقة بينجامين ديربان.ينتمي ما يقرب من نصف سكان ديربان إلى أصول آسيوية، معظمهم من الهندوس والمسلمين والمسيحيين، وتوجد في ديربان بضعة معابد هندوسية وبعض المساجد. ويُعَد «معبد الأيان» أضخم وأقدم معبد في جنوب إفريقيا، أما مسجد جوما (مسجد الجمعة) فهو أضخم مسجد في كل الجزء الجنوبي من نصف الكرة الأرضية.وينتمي ما يقرب من ثلث سكان ديربان إلى أصول أوروبية، والكثير منهم من أصول بريطانية، ويوجد لبعضهم صلات بالمستوطنين الأفارقة الأوائل، ونسبة السكان السود في المدينة تقدر ب 15%، وهم ينتمون إلى الزولو.وتأسست جامعة ناتال في عام 1949، ويقع أحد مبانيها في ديربان. وقد افتُتِحَت جامعة ديربان ويستفيل في عام 1973، ويوجد مقر مجلس ناتال للفنون في ديربان أيضاً. كما توجد مسارح عديدة للفنون المسرحية (الدراما) والمسرحيات الغنائية (الأوبرا) والرقص التعبيري (الباليه) في مبنى دار المسرح. وتعد ديربان أيضاً المركز الرئيسي لفرقة ناتال فيلهارمونيك للفرق الموسيقية (للأوركسترا).الفنادقيقع فندق «ذا أويستر بوكس» الحائز العديد من الجوائز على واجهة أومهلانجا الشاطئية، مقابل منارة أومهلانجا الأسطورية مع إمكانية الوصول المباشر إلى الشاطئ. ويوفر صالة سينما حصرية لنزلاء الفندق تتسع ل 24 شخصاً. ويمكن للنزلاء التمتع بمشاهدة الدلافين من تراس أوشن الذي يعد أحد أهم المواقع في المدينة للجلسات المسائية. يضم الفندق الراقي المصنف بخمس نجوم: 86 غرفة وجناحاً وثلاثة مطاعم وثلاث صالات ومسبحاً خارجياً ومركز لياقة بدنية وسبا.أما فندق «ساذرن سن إيلاجيني آند ماهاراني» النابض بالحيوية فيقع على الواجهة الشاطئية في ديربان، وهو يتميز بغرف فسيحة ذات تصاميم عصرية. وتشمل منافذ تناول المأكولات مطعم سكاي الواقع في أعلى برج ماهاراني مع إطلالات رائعة على منطقة جولدن مايل. يوفر الفندق المصنف بأربع نجوم 734 غرفة وجناحاً وخمسة مطاعم إلى جانب صالتين، ومسابح خارجية، ومركز لياقة بدنية وسبا. كذلك، يقع فندق «بروتيا أومهلانجا ريدج» بشكل ملائم على طول ساحل كوازولو ناتال، مقابل مركز جيتواي ثياتر أوف شوبينج للتسوق. وعلى بعد بضع دقائق فقط عن الشاطئ المحمي، و10 دقائق عن ديربان، كما يوفر 120 غرفة أنيقة مع إطلالات ساحرة على البحر بينما يقدم سبا أومهلانجا مجموعة واسعة من المعالجات التي تجمع بين التقنيات التقليدية والمعاصرة وتلك الخاصة بالشفاء.أنشطة ترفيهيةتوفر ديربان مجموعة من الأنشطة الترفيهية المميزة التي تجمع بين استكشاف المواقع الأثرية وركوب الأمواج والتسوق أو الاسترخاء على الشواطئ الرملية الساحرة. كما يمكن للسياح زيارة عدد من الأماكن السياحية الرائعة مثل أكواريوم يوشاكا مارين وورلد المقام داخل حطام سفينة عملاقة، وجبال دراكنسبيرغ، ووادي ثاوزند هيلز، إضافة إلى معرض شاركس بورد الواقع في أوملانجا. كما يمكنهم اكتشاف الموقع التاريخي الشهير سيتي هول الذي يضم متحف ناتيرال هيستوري، والقيام برحلة استكشافية إلى قرية الزولو التراثية، وكذلك التعرف إلى آيناندا؛ حيث عاش الزعيم الهندي المهاتما غاندي خلال الفترة التي شهدت تأسيس حزب المؤتمر الهندي. وتشكل الأنشطة التجارية في منطقة الميناء وما يحيط بها محور الحياة الاقتصادية في المدينة. ويتعامل الميناء مع حمولات يقدر وزنها على مدار العام ب25 مليون طن، وتحتوي هذه الحمولات على كميات ضخمة من الفحم والحبوب والمنجنيز الخام والسُكر.وتعتمد ديربان أيضاً على السياحة، ولأن هذه المدينة تتمتع بمناخ طيب، فهي تعد أكثر المصايف الساحلية شعبية وشهرة في جنوب إفريقيا؛ ولذلك فإنها تخدم ما يربو على مليون زائر سنوياً.
مشاركة :