الامم المتحدة (الولايات المتحدة) (أ ف ب) - فرض البيت الابيض الجمعة عقوبات مالية جديدة على فنزويلا تهدف خصوصا الى الحد من امكانية حصول نظام الرئيس نيكولاس مادورو على رؤوس اموال اجنبية يحتاج اليها بشدة. ووقع الرئيس الاميركي دونالد ترامب المصمم على التحرك في مواجهة "انهيار" فنزويلا، مرسوما ينص على حظر شراء اي سندات خزينة جديدة تصدرها حكومة هذا البلد او شركته الوطنية النفطية. وتخشى فنزويلا الغنية بالثروات النفطية والفقيرة بالسيولة ان تتخلف عن تسديد مستحقاتها. ويواجه الرئيس نيكولاس مادورو منذ اربعة اشهر تظاهرات للمعارضة التي تطالب باستقالته. وقال البيت الابيض ان "هذه الاجراءات اعدت بدقة لحرمان الحكم الديكتاتوري لمادورو من مصدر مهم للتمويل". واضافت السلطة التنفيذية الاميركية ان "الولايات المتحدة تكرر دعوتها الى فنزويلا لاحلال الديموقراطية وتنظيم انتخابات حرة وعادلة والافراج عن كل السجناء السياسيين فورا وبلا شروط وانهاء قمع الشعب الفنزويلي". وقال وزير الخزانة الاميركي ستيفن منوتشين ان "الوضع القائم حاليا غير مقبول"، موضحا ان الاجراءات تتضمن استثناءات خصوصا للمساعدة الانسانية، من اجل تجنب ان يتضرر الفنزويليون مباشرة بالعقوبات. ورأى هينكل غارسيا مدير معهد "ايكونوميتريكا" ان تأثير هذا الاجراء في الامد القصير "محدود جدا" لانه لا يشمل سوى تمويل الدين، لكنه تحذير جديد موجه الى فنزويلا. ودانت فنزويلا على الفور الاجراءات. وقال وزير الخارجية الفنزويلي خورخي ارياسا في ختام لقاء له مع الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش في نيويورك "انه اسوأ اعتداء" على الشعب الفنزويلي، مؤكدا ان فنزويلا "ديموقراطية وسندافع عن أنفسنا". واضاف وزير الخارجية "قد تكون الولايات المتحدة تسعى للتسبب بازمة انسانية في بلادنا" مضيفا "ماذا يريدون؟ تجويع الشعب الفنزويلي؟ هل هذا ما يريدونه؟". - "حرب اقتصادية" - من جهتها، رأت رئيسة الجمعية التأسيسية الفنزويلية ديلسي رودريغيز انها "حرب اقتصادية" تقودها الولايات المتحدة. ودعا مادورو الشركات الاميركية التي تشتري نفطا من فنزويلا الى اجتماع عاجل بعد الاعلان عن هذه الاجراءات. وقال ان هدف الاجتماع سيكون "البحث عن حلول للوضع الذي نجم عن المرسوم (الاميركي لفرض العقوبات) الذي يهاجم اقتصادنا ويفرض حصارا ماليا واقتصاديا". واكد ان "فنزويلا تملك اسواقا مضمونة لكل النفط الذي تبيعه للولايات المتحدة"، اي 800 الف برميل من اصل انتاجها البالغ 1,9 مليون برميل يوميا. واضاف مادورو خلال اجتماع مع وزيري الطاقة والمالية بث على التلفزيون مباشرة "نريد ان نواصل البيع للولايات المتحدة، لكن يبدو ان ترامب يحظر في اطار اجراءات الاضطهاد المالي القمعية، ان تبقى فنزويلا احد المزودين الاكيدين للنفط". ويقدر دين فنزويلا باكثر من مئة مليار دولار بينما تراجعت عائدات النفط وتقلص احتياطيها من النقد الى عشرة مليارات دولار. ويشكل تشرين الاول/اكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر فترتين اساسيتين لتسديد ديون ستحتاج خلالها فنزويلا والشركة الوطنية النفطية الى 3,8 مليارات دولار. وكانت وكالة التصنيف الائتماني ستاندارد اند بورز توقعت انكماش اجمالي الناتج الداخلي بنسبة ستة بالمئة هذه السنة والحاجة الى دين قيمته سبعة مليارات دولار في 2018. وخفضت هذه الوكالة في وقت سابق من السنة الجارية تصنيف الدين السيادي لفنزويلا وحذرت من تخلفها عن تسديد مستحقاتها. واكد منوتشين ان هذه الاجراءات يمكن ان تطبق في اي اعادة هيكلة مقبلة للدين. وقال مسؤولون اميركيون ان العقوبات الجديدة تهدف ايضا الى وقف تبديد الحكومة موجودات الدولة لدفع فواتير. وقال احدهم ان مسؤولي مادورو "يعدون الآن برنامج تمويل غامض ويصرفون موجودات الدولة باسعار منخفضة". الا ان البيت الابيض استبعد الجمعة حصول أي عمل عسكري اميركي ضد فنزويلا "في مستقبل قريب"، وذلك بعد اسبوعين على تصريحات للرئيس الاميركي دونالد ترامب تطرق فيها الى "خيار عسكري" محتمل. وقال الجنرال هربرت ماكماستر مستشار الامن القومى في البيت الابيض "لا نزال ندرس مجموعة واسعة من الخيارات". واضاف "اي قرار سيتخذ بالتنسيق مع شركائنا في المنطقة، وما من عمل عسكري متوقع في المستقبل القريب".اندرو بيتي © 2017 AFP
مشاركة :