صحيفة مكة - مكة المكرمة أدى المسلمون صباح اليوم صلاة عيد الفطر المبارك في الحرم المكي الشريف وفي مختلف أنحاء المملكة العربية السعودية فى أجواء آمنة مطمئنة مفعمة بالخشوع لله والخضوع له سبحانه وتعالى بعد أن أنعم الله عليهم بصيام شهر رمضان المبارك وقيامه. ففي مكة المكرمة أدى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صلاة عيد الفطر المبارك مع جموع المصلين الذين امتلأ بهم المسجد الحرام والساحات المحيطة به. وأدى الصلاة مع سمو ولي العهد صاحب السمو الأمير بندر بن محمد بن عبدالرحمن وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الأمير خالد بن فهد بن خالد وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين. كما أدى الصلاة مع الأمير سلمان بن عبدالعزيز دولة رئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريري، وأصحاب السمو الملكي الأمراء، وأصحاب الفضيلة العلماء، والمشايخ، وأصحاب المعالي الوزراء، وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين، وجموع غفيرة من المصلين. وأم المصلين في صلاة العيد بالمسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن حميد، الذي حمد الله في مستهلها وشكره على نعمه وما أفاض عليه من نعم على الأمة الإسلامية وحث المسلمين بتقوى الله عز وجل. وأبان فضيلته أن الإنسان خلقه الله اجتماعيًا ومحتاجًا إلى الناس في طعامه وشرابه وملبسه ومسكنه ومركبه وفي شأنه كله، زراعة وتجارة وتعليما وعلاجا وصناعة وما لا يحصى من الحاجات والعلاقات وترابط المصالح، مبينًا أن أخلاق الإنسان وحسن طبعه لاتظهر إلا من خلال علاقاته بمن حوله من الأقرباء والأصدقاء والغرباء أما التقوقع والانزواء فليس من صفات الإنسان السوي فضلا عن المؤمن الصالح. وقال فضيلته: إن المسلمين كالجسد الواحد إذا اشتكى بعضه اشتكى كله وإذا فرح بعضه فرح كله, المسلم يفرح لفرح أخيه ويشاركه سروره وابتهاجه كما أنه يحزن لحزنه ويصبره ويواسيه, وها هو هذا العيد يمر على هذه الأمة وهي في أنحاء كثيرة تمر بأزمات ومحن ومصائب وفتن تكالب عليها أعداؤها وأجلب عليها بعض أبنائها فما أحوج هؤلاء المبتلين للمواساة وإدخال السرور وجلب المفرحات وليسعد النطق كما يسعد الحال من يتامى وأرامل ومشردين وغرباء ولاجئين وفقراء ومساكين ومستضعفين. وأضاف أن العيد يأتي على بعض ديار أمتنا وقد ذلوا بعد عز وذاقوا ألوانا من البؤس كانوا في رغد من العيش ووفرة من النعيم فحل محل البهجة الأنين ومحل الفرحة البكاء كل هؤلاء يحتاجون إلى إدخال السرور عليهم في لفتات طاهرة من قلوب مؤمنة وألسنة صادقة وأيد ندية وصدور بيضاء نقية كل أولئك بل كل مسلم محتاج إلى أن تدخل السرور عليه. وأوضح أن مدخلات السرور وجالبات البهجة لا تقع تحت حصر فليس المال وحده هو جالب السرور وزارع البهجة بل أبواب الإحسان واسعة من القول الحسن والفعل الجميل والخلق الكريم والمشاركة الوجدانية إنها أبواب واسعة بقدر اتساع نعم الله التي لا تحصى فهي كلها ميادين للفرح والسرور والابتهاج، لافتا النظر إلى أن أول جالبات السرور تحقيق التوحيد والإيمان بالله وحسن الاعتماد عليه والتوكل عليه وتفويض الأمور إليه، وأن يوطن المرء نفسه ألا يتعلق بالناس ولا ينتظر منهم جزاء ولا شكورا مع عمران القلب واللسان بذكره والتفكر في نعمه وآلائه التي لا تحصى والتحدث بهذه النعم ظاهرا وباطنا إلى جانب إظهار الفرح والابتهاج أثناء اللقاء بالإخوة وتجنب العبوس والتقطيب والكلمة الطيبة. وأفاد فضيلته أن العيد مناسبة كريمة لتصافي القلوب ومصالحة النفوس ولغسل أدران الحقد والحسد وإزالة كوامن العداوة والبغضاء وكذا فرح وسرور لمن طابت سريرته وخلصت نيته وحسن للناس خلقه كما أنه عيد لمن اتقى مظالم العباد وخاف يوم التناد، مشيرًا إلى أن من مظاهر الإحسان بعد رمضان استدامة العبد على نهج الطاعة والاستقامة وإتباع الحسنة الحسنة، وإتباع نهج النبي صلى الله عليه وسلم في أن يتبع المسلم رمضان بست من شوال الذي من صامها كأنما صام الدهر كله.
مشاركة :