عبير زيتون (رأس الخيمة) هل يحتاج المرء منا أن يكون «فيلسوفاً» أو«عالم ذرة» كي يتحسس الآثار الإيجابية لأثر العلم في النهوض بالأمم والشعوب؟ هل بوسع المرء منا أن يتجاهل دور تبلور الوعي العلمي في تقويض الخرافات والمعتقدات التي سادت لقرون في حياتنا الإنسانية؟ ومن بوسعه اليوم أن ينفي حقيقة واقعٍ باتَ من نتاجه الأكثر وضوحاً –القنبلة المعلوماتية - وهي في طريقها العملي إلى تغيير جوهر كينونة وجودنا البشري، نحو منعطف وجودي جديد تتزاحم فيها التكنولوجيا على تركيبة وجودنا البشري المألوف. اليوم ومع اختناق الواقع العربي بمستنقع ضخم من الأفكار المتطرفة والأوهام، والغيبيات، يلح علينا من جديد ضرورة طرح مفهوم «التفكير العلمي» كمنهج ضروري لمراجعة الذات، وإعادة قراءة الواقع استشرافاً لسؤال ما فتئنا نكرره جيلاً وراء جيل، وهو «لماذا تخلفنا وتقدم غيرنا»؟ هذا ما يغوص فيه بحثاً وتحليلاً الفيلسوف المصري الدكتور«فؤاد زكريا» (1927-2010) «الذي يعد أحد أبرز مؤسسي خطاب العقلانية في فلسفة الفكر العربي المعاصر، ورائد«التفكير العلمي» الذي يرى في خطابه الفكري أن شيوع«التفكير اللاعقلاني»، و«غياب المنطق»، و«حضور الخرافة» يؤدي إلى تكريس وتثبيت الأوضاع الصعبة التي تعاني منها الشعوب العربية. وبقاء هذه الأوضاع حتى الآن كما هي، يعني أن «التفكير العلمي» السليم ما زال بعيدا عن التغلغل في أذهان الناس، وحياتهم العامة على المستويات والطبقات كافة. ولكن ماهو المقصود «بالتفكير العلمي» أو«العقلية العلمية» حسب كتاب الفيلسوف د.«فؤاد زكريا» الصادر عن «سلسلة عالم المعرفة»- الكويت، 1978». ... المزيد
مشاركة :